بقلبك وَيَسْبِي نَفسك فربك الممدوح بِهَذِهِ المدائح الْمَوْصُوف بِهَذِهِ الصِّفَات أَحَق وأقمن أَن تَأْخُذ مدائحه قَلْبك وَتَسْبِي نَفسك فَإِذا علمت أَنه رَحِيم فزد فِي تَعْظِيمه وتوقيره بأنبيائه وأحبائه وشغوفا بِكَلَامِهِ ونصائحه ومواعظه لَك شَفَقَة عَلَيْك ورأفة بك
فَهَذَا الْعقل يدل هَذَا الْقلب الْكيس على هَذَا
فَإِذا كَانَ أبله مَال إِلَى النَّفس وقارنها بالفرح بِهَذِهِ الرَّحْمَة أَن رَبنَا ملك كريم رَحِيم فتعال حَتَّى نركض فِي هَذِه الشَّهَوَات والنهمات نَنْتَظِر بهَا ونستقصي فِي نهماتها فَإِذا علمه فِي هَذَا بِأَن رَبنَا رَحِيم قد سود وَجهه وأحرق جسده ونكس قلبه وَلذَلِك كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَعَوَّذ دبر كل صَلَاة (اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من علم لَا ينفع وقلب لَا يخشع وَدُعَاء لَا يسمع) لِأَنَّهُ قلب أبله جَاهِل بربه فَهُوَ وَإِن علم أَن ربه رؤوف رَحِيم فَهُوَ جَاهِل بِالرَّحْمَةِ لَا يدْرِي مَا الرَّحْمَة إِلَّا علم اللِّسَان فَعلمه بِالرَّحْمَةِ مِقْدَار مَا أَن يَقُول فِي نَفسه إِنَّه إِذا رحم فقد نجا من النَّار وَلَا يعلم بجهله بِنَفسِهِ وبربه أَن لله تَعَالَى نقمات وسطوات يتَمَنَّى العَبْد أَن يصرف بِهِ إِلَى النَّار
الْعَار والخزي بَين يَدي الله
حَدثنِي أَحْمد بن مخلد حَدثنِي مُحَمَّد بن أبي بكر الْمقدمِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute