كناسهم حَتَّى يَرْمِي بِهِ إِلَى الشاكة الملتفة أشجارها وشوكها فسجنه فِيهَا حَتَّى لَا يقدر أَن يخرج مِنْهَا كلما اضْطربَ لَزِمته حِدة الشوك وأوجعته جراحتها وَهِي الْكَبَائِر من الدِّمَاء وَالْأَمْوَال وَالْبَغي والعلو والجرأة على الله تَعَالَى
فَكل مَا ذكرنَا عاين فِي تِلْكَ الفسحة والتفت إِلَيْهَا الْتفت من بعد وَذَلِكَ لبعد قلبه فعاين ذَلِك كالجبال من الْبعد الَّذِي تبَاعد فالقلب قلب الْمُوَحِّدين وَاللِّسَان لِسَان الْمُوَحِّدين وَالنَّفس نفس الْكَافرين بِمَا تشبه بهم فِي الْأَعْمَال والسيرة
وَهَذَا جَزَاء من رفع الله لِقَلْبِهِ علما فَأَعْرض عَنهُ وَهَذَا جَزَاء من أقبل على نَفسه بعد كَرَامَة الله تَعَالَى إِيَّاه حَتَّى يبْقى فِي الْعَذَاب غَدا وَفِي دَار الهوان دهرا لَا يدْرِي كم أمد ذَلِك الدَّهْر
[المرارات]
فذاق مرَارَة الْحَيَاة وذاق مرَارَة الْمَوْت وذاق مرَارَة الْقَبْر وذاق مرَارَة فتاني الْقَبْر وذاق مرَارَة عرض الْمعاصِي وَالسُّؤَال والنشور وضيق الْمقَام والصراط والصحف وَوزن الْأَعْمَال حَتَّى تُدْرِكهُ رَحمته يَوْمًا أَو يكون رجلا قد غلب عَلَيْهِ الشَّقَاء لكفرانه نعم الله تَعَالَى