فَصَارَت أَعمال هَذِه الْأمة على ثَلَاث مَرَاتِب صنف مِنْهُم يرفع عَمَلهم إِلَى الخزائن ويربى هُنَاكَ بِالرَّحْمَةِ فَيصير الْوَاحِد عشرَة وَهُوَ عمل المخلصين وَذَلِكَ قَول الله جلّ ذكره {من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر أَمْثَالهَا}
وصنف آخر يرفع عمله إِلَى عليين إِلَى السِّدْرَة الَّتِي أَصْلهَا فِي الْجنَّة ورأسها بِبَاب الله فيربى هُنَاكَ بالرأفة فَيصير الْوَاحِد سَبْعمِائة وَهُوَ عمل الصَّادِقين وَذَلِكَ قَول الله تَعَالَى جلّ ذكره {مثل الَّذين يُنْفقُونَ أَمْوَالهم فِي سَبِيل الله كَمثل حَبَّة أنبتت سبع سنابل فِي كل سنبلة مائَة حَبَّة}
وصنف يرفع عمله إِلَى الله تَعَالَى حَتَّى يقبل الله عَلَيْهِ فَينْظر الله إِلَيْهِ فرباه هُنَاكَ بنصرته فَيصير الْوَاحِد آلَاف ألف وَلَا يحصي عَددهَا إِلَّا الله تَعَالَى وَذَلِكَ قَول الله تَعَالَى {فيضاعفه لَهُ أضعافا كَثِيرَة}
وَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِك لِأَن هَذِه الْأمة أبرزت بِالْيَقِينِ فاستقرت قُلُوبهم إِلَى حكم الله تَعَالَى وأنفذت إِلَى حب الله تَعَالَى فَوَقَعت أَعْمَالهم فِي تربية الله تَعَالَى