للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مَعَ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَضي عَنْهُم لَهُم مُقَارنَة مَعَهم فِي مغازيه وَمجمع الصَّلَاة وَالصِّيَام وَالْجمع والأعياد وَقُلُوبهمْ حزبة فقد مَضَت تِلْكَ الصّفة وَلَا يزَال فِي كل قرن مِنْهُم يزْدَاد وَيكثر حَتَّى امْتَلَأت الأَرْض مِنْهُم وغلبت وَقل أهل الصدْق

وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (يَأْتِي على النَّاس زمَان لَا يبْقى من الْإِسْلَام إِلَّا اسْمه وَمن الْقُرْآن إِلَّا رسمه ومساجدهم عامرة من أبدانهم وَقُلُوبهمْ حزبة من الْهدى أُولَئِكَ شَرّ من تظل السَّمَاء مِنْهُم تخرج الْفِتْنَة وَعَلَيْهِم تعود)

[الأجساد قوالب]

ثمَّ إِن الله تَعَالَى خلقنَا فَجعل أَجْسَادنَا قوالب للقلوب ونفوسنا معدنا للشهوات ورؤوسنا معدنا لِلْعَقْلِ وصدورنا معدنا للْعلم وقلوبنا معدنا لكنوز الْمعرفَة وأكبادنا موضعا للقوة ومجمعا للعروق الَّتِي تجْرِي فِيهَا الْقُوَّة مَعَ الدَّم وطحالنا مَعْدن الرأفة وَجعل فِينَا روحا حَيا اشْتَمَل على الْجَمِيع منا فظهرت الحركات بِتِلْكَ الْحَيَاة فِي جميعنا وأشرق فِي قُلُوبنَا نور الْمحبَّة لتحيا قُلُوبنَا بِاللَّه وكتم فِيهَا نور الْهِدَايَة لنهتدي فِي تِلْكَ الحركات بهدى الله الَّذِي هدى بِهِ أحباءه وَجعل الْمعرفَة أَمِيرا على الْعقل وَخلق الْهوى وَجعله قرين الْعَدو وَجعل لَهما سَبِيلا إِلَيْهِ حَتَّى يوسوس الْعَدو وَجعل للهوى سُلْطَانا حَتَّى يقهر بسلطانه الْعقل ويطمس الْعلم ويحسم بَاب

<<  <   >  >>