مثل من يقْرَأ الْقُرْآن بألحان
فَمثل ذَلِك مثل ملك أَمر الْمُنَادِي أَن يُنَادي فِي الرّعية بوعيد هائل يكَاد أَن تشيب مِنْهُ الرؤوس فَنَادَى بِنِدَاء طرب فِيهِ وتغنى وَجَاء بألحان السرُور أفليس يمقته الْملك على ذَلِك ويغيظه
وَلَو أَن رجلا تَلا هَذِه الْآيَة {وَاتَّقوا يَوْمًا ترجعون فِيهِ إِلَى الله} أَو تَلا هَذِه الْآيَة {فوربك لنسألنهم أَجْمَعِينَ} أَو تَلا {إِذْ الأغلال فِي أَعْنَاقهم والسلاسل يسْحَبُونَ فِي الْحَمِيم ثمَّ فِي النَّار يسجرون} ثمَّ قَالَ فِي آخر ذَلِك {ذَلِكُم بِمَا كُنْتُم تفرحون فِي الأَرْض بِغَيْر الْحق وَبِمَا كُنْتُم تمرحون} فَهُوَ يرى نَفسه فِي الْفَرح والمرح إِلَى قرنه وَقدمه فَرجع بِقِرَاءَة هَذِه الْآيَات وطرب وَجَاء بألحان السرُور
ثمَّ قَرَأَ {وَبشر الْمُؤمنِينَ بِأَن لَهُم من الله فضلا كَبِيرا} (يَوْم ترى الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات يسْعَى نورهم بَين أَيْديهم وبأيمانهم بشراكم الْيَوْم جنَّات تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار خَالِدين فِيهَا ذَلِك الْفَوْز الْعَظِيم) فَأخذ يتحازن ويخفض فِي صَوته وترجيعه ويئن فِيهَا وَيخرج صَوته أصوات الثكالى وَإِذا قَرَأَ قَوْله تَعَالَى {يَوْمئِذٍ تعرضون لَا تخفى مِنْكُم خافية}
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute