وَأَعْطَاهُمْ لتنزيهه كلمة سُبْحَانَ الله فَصَارَت مقرونة بِكُل مديح إِلَيْهِ فَإِذا سبحه بِحَمْدِهِ فقد أَتَى بِجَمِيعِ المحامد
وَأَعْطَاهُمْ لذلة العبودة كلمة وَهِي قَول الله أكبر فَإِذا كبره فقد تواضع وَألقى بيدَيْهِ سلما
وَأَعْطَاهُمْ للقوة على هَذِه الْأَشْيَاء كلمة وَهِي قَول العَبْد لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه فَإِنَّمَا تخرج هَذِه الْكَلِمَة من العَبْد مَعَ نور الْكَلِمَة حَتَّى يعْمل بعملها ويبلغ مبلغها فَإِذا قَالَ العَبْد الْحَمد لله فَإِنَّمَا هِيَ كلمة جملَة فَإِذا شَرط وَأَشَارَ إِلَى شَيْء مَوْصُوف فَقَالَ حمدا يوافي نعمه خرجت الْكَلِمَة بنورها
فَمن كَانَ لَهُ ذَلِك النُّور فتوزعت وانقسمت على جَمِيع نعم الله تَعَالَى فلحقت كل نعْمَة قسطها فلزمتها فيتخلص من أثقال النعم لِأَن الله تَعَالَى قَالَ فِي تَنْزِيله {وَإِن تعدوا نعْمَة الله لَا تحصوها}
فَإِذا عجز العَبْد عَن عد النعم لم يحصها فَعلمه كلمة تلْحق بأجزائها كل نعْمَة على حدتها فوافاها حَتَّى اقترنا كل نعْمَة وشكر العَبْد مقرون بهَا لما نطق بِهَذِهِ الْكَلِمَة
وَهَذَا الْكَلَام إِنَّمَا يخرج من هَذِه الأفواه حروفا مؤلفة والأنوار