ومقاصدهم وَتلك من نور الْإِيمَان الَّذِي اعتقدوه
وَأهل الانتباه حَشْو حركاتهم فِي الطَّاعَات لِأَن فِي حركات جوارحهم نور الْحبّ وَنور الْحيَاء وَنور الشوق والحنين والتضرع والقلق وَالسُّرُور والبهجة وَالشُّكْر وَالذكر الصافي ٩٠ والإقبال على الله والإنابة والخشية والخضوع وَالتَّسْلِيم ورؤية الْمِنَّة والتبري من الْحول وَالْقُوَّة فَهَؤُلَاءِ غواصون يغوصون فِي كل حَرَكَة فِي بحور الْمعرفَة فِي وَقت مرورهم فِي اسْتِعْمَال الْجَوَارِح ومضيهم فِيهَا بقلوبهم ويستخرجون من غوصهم الدّرّ الْيَتِيم والجوهر النفيس لِأَن الْقلب خزانَة الله تَعَالَى وفيهَا نوره فَإِذا طهر العَبْد ساحة الخزانة وَهِي الصَّدْر ظَهرت فِي تِلْكَ الساحة من بَاب الخزائن فِي وَقت عمل يعمله عجائب لَا تُوصَف من هَذِه الْجَوَاهِر والدرر وحركات الطَّاعَات ذَات صور فَكل طَاعَة لَهَا صُورَة وَمِثَال وَفِي كل صُورَة يعملها ثَوَاب فيرائي بهَا ربه ويتزين العَبْد بِتِلْكَ الصُّورَة لما فِيهَا من الْجَوَاهِر لمعبوده فَهَذَا عبد يتزين بجواهره من كنوزه حَتَّى إِذا جَازَ هَذِه الخطة وَوصل إِلَى فرديته فَكَانَ هَذَا عبدا تزين لله بِاللَّه وَكَانَ الله مستعمله فِي قَبضته وَهِي دَعْوَة أجل الْعباد وَاحِد من السَّبْعَة الَّذين لَقِيَهُمْ يُونُس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute