وَإِنَّمَا كَانَت للأنبياء خَاصَّة دونهم حَتَّى إِذا نابهم نائبة فزعوا إِلَى الْأَنْبِيَاء ليدعوا لَهُم فَلذَلِك كثرت أنبياؤهم لحاجتهم إِلَى ذَلِك حَتَّى كَانَ لكل محلّة نَبِي ونبيان وَثَلَاثَة وَأَرْبَعَة وَأكْثر لحَاجَة العَبْد فِي ذَلِك الْموقف الْعَظِيم
قَالَ لَهُ ربه أَعطيتك ثَلَاثَة من الْأُمَرَاء مَا من أَمِير إِلَّا وَله سُلْطَان وجند ونفاذ أَمر أفما كَانَ لأمرائك من الْعدة وَالْقُوَّة مَا يغلبُونَ هَوَاك بلَى قد كَانَ وَلَكِنَّك قد ملت إِلَى هَوَاك وَوضعت يدك فِي يَده حَتَّى أسرك وضيعت أمرا لي والمحاربة للنَّفس مَعَ أمرائي وَقد أَمرتك بالمجاهدة وَقلت {وَجَاهدُوا فِي الله حق جهاده} وأعطيتك الْأُمَرَاء مَعَ الْجنُود لمجاهدة نَفسك وهواك فملت إِلَى النَّفس والهوى وأعرضت عَن الْأُمَرَاء والجنود وألقيت نَفسك أَسِيرًا بَين يَدي الْهوى حَتَّى وضعك فِي يَد الْعَدو وفضحك ٩٣ فَخرجت إِلَى هَذَا الْمجمع بَين يَدي الرَّحْمَن والأنبياء والأولياء وَالْمَلَائِكَة مَعَ هَذِه الْأَعْمَال القبيحة والفضائح اللِّسَان لِسَان الْأَوْلِيَاء والأعمال أَعمال الْأَعْدَاء أُفٍّ لعبد أَحمَق وزبون أبله أَيْن كَانَ علمك حَتَّى تبلهت وَأَيْنَ كَانَ عقلك حَتَّى تحمقت وَأَيْنَ كَانَ ذهنك حَتَّى أَعرَضت عَن الله تَعَالَى وَأَقْبَلت على نَفسك وتصاممت عَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute