للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد تفرغ الخليفة المعتد بالله لملذاته، فعانى الناس منه ومن وزيره ومن سار في نهجهما الأمرين (١)، ثم اتفقوا على قتل الوزير، فقتله رجل من هم يعرف بابن الحصار (٢)، عند الركن الشرقي للجامع (٣).

وقد حاول أمية بن عبد الرحمن بن هشام بن عبد الرحمن الناصر (٤) استغلال الموقف لصالحه، ويتولى الخلافة، بدلاً من المعتد بالله، وحرص على ذلك أشد الحرص، حتى أنه عندما قال له أهل قرطبة: إنا نخاف عليك القتل في هذا اليوم لشدة الفوضى، أجابهم قائلا "بايعوني اليوم


(١) - اشترك مع الحائك في سفالته وخلعه كل من: الفقيه ابن الجيار وكذلك الشاعر أبو عامر بن شهيد، الذخيرة ق ٣ م ١ ص ٥١٩ - ٥٢١.
(٢) - البيان المغرب ٣/ ١٤٦.
(٣) - الذخيرة ق ٣ م ١ ص ٥٢٥ - ٥٢٦.
(٤) - أمية بن عبد الرحمن كان فتى شديد التهور والجهالة، قاد المتذمرين من سياسة الخليفة المعتد بالله، حتى تمكنت تلك المجموعة من قتل الوزير الحائك والتمثيل بجثته، وقد اقتحم أمية القصر وجلس في مجلس الخليفة المعتد، ولم يأل أمية جهداً في سبيل تولي الخلافة، إلا أن جماعة الوزراء رفضوه وطردوه من القصر فهرب من قرطبة، ويبدو أنه حاول العودة إليها مرة أخرى بعد أن تم طرد الأمويين منها، فأخرج إليه شيوخ قرطبة من يقتله قبل دخولها، فقتل بموضع يعرف بقرية راشد، وذلك في شهر جمادى الآخر سنة ٤٢٥ هـ. انظر: الذخيرة ق ٣ م ١ ص ٥٢٥ - ٥٢٩ إلا أنه جعل اسمه أمية بن عبد العزيز بدلاً من عبد الرحمن. البيان المغرب ٣/ ١٤٩ - ١٥٢، ١٨٧. إعمال الأعلام ٢/ ١٣٨ - ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>