للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واقتلوني غداً" (١) إلا أن الوزراء بقيادة الوزير جهور بن محمد قرروا حرمان أمية من مراده، فقد طردوه من القصر (٢)، ثم خلعوا الخليفة المعتد بالله يوم الثلاثاء (١٢) من شهر ذي الحجة سنة (٤٢٢) هـ (٣) (٣٠ نوفمبر ١٠٣١) وأخرجوه إلى صخرة محمود بن الشرف (٤)، ثم نودي في أسواق قرطبة وأرباضها، بأن لا يبقى من بني أمية أحد، ولا يكنفهم أحد (٥).

وهكذا أسدل الستار على تاريخ دولة من أعظم دول الإسلام، كانت على ثغر من ثغور الديار الإسلامية، جاهدت عنده بكل قوة، وسطر رجالاتها الأفذاذ بجهادهم أنصع الصفحات وخلفوا حضارة بنيت على أسس متينة.

وعلى كل فإن كانت هذه الدولة المجيدة قد أزيلت لأسباب سوف نتعرض لها في ثنايا البحث إن شاء الله تعالى، فإن آثارها رغم ذلك، أبت


(١) - البيان المغرب ٣/ ١٥٠.
(٢) - الذخيرة، ق ٣ م ١ ص ٥٢٩.
(٣) - البيان المغرب: ٣/ ١٤٥، ١٨٥.
(٤) - الذخيرة، ق ٣ م ٢ ص ٥٢٧ - ٥٢٨. وقد بقي هشام المعتد بالله هناك مدة، ثم لحق بابن هود في لاردة فأقام عنده إلى أن مات في يوم الجمعة لأربع بقين من صفر سنة ٤٢٨ هـ. انظر: البيان المغرب ٣/ ١٤٥. نهاية الأرب ٢٣/ ٤٣٧ - ٤٣٨. وورد في جذوة المقتبس ص ٢٩، وفي المعجب في تلخيص أخبار المغرب ص ١١٠، أنه توفي سنة ٤٢٧ هـ.
(٥) - البيان المغرب ٣/ ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>