للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإشبيلي (١)، وعبد الرؤوف بن عبد السلام (٢) إلى منصب الوزارة (٣)، مكافأة لهما على مناصرتهما له ليلة دخوله قصر الإمارة بقرطبة عقب وفاة والده الأمير عبد الرحمن الأوسط (٤).

وبعد أن بويع المنذر بن محمد بالإمارة: ٢٧٣ - (٢٧٥) هـ (٨٨٦ ـ (٨٨٨) م) عمل على كسب ولاء الجند، ففرق فيهم العطاء، وتحبب إلى الناس فأسقط عشر السنة عنهم وما يلزمهم من خراج ومعونة كما أمر بإطلاق سراح أهل السجون (٥).

والأمير المنذر اضطر إلى القيام بهذا التصرف، لأنه استلم دولة تعاني من اندلاع حركات التمرد والعصيان في كافة أرجائها، فإذا أراد


(١) - هو محمد بن موسى، من بيت والي الأندلس عبد الرحمن الغافقي التحق بخدمة عيسى بن شهيد في عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط، ثم تولى الخزانة وبعدها وكالة محمد بن الأمير عبد الرحمن، وكان هو السند الرئيسي ـ بعد الله تعالى ـ في وصول محمد للإمارة، ولذا فقد كافأه بالوزارة غداة توليه الحكم، فحاز المجد واعتلت في الناس منزلته. انظر: ابن القوطية، ص ٧٥ - ٧٦، ٨٠. المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ١٣٩ - ١٤١.
(٢) - هو عبد الرؤوف بن عبد السلام بن إبراهيم بن يزيد، أحد كبار الموالي الأمويين بالأندلس، دخل أبوه الأندلس وخدم في دولة الأمير عبد الرحمن الداخل، في حين أن عبد الرؤوف تولى طليطلة ونواحيها للأمير عبد الرحمن الأوسط في آخر أيامه كما تولى الوزارة للأمير محمد بن عبد الرحمن وتوفي في أيامه وهو يلي الوزارة. انظر: ابن القوطية، ص ٨١ - ٨٢، المقتبس، تحقيق: د. محود مكي، تعليق: رقم ٩٣ ومصادره.
(٣) - ابن القوطية، ص ٨٢. المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي ص ٢٨.
(٤) - ابن القوطية، ص ٨١ - ٨٢، المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي ص ١٣٩ - ١٤١.
(٥) - البيان المغرب، ٢/ ١٢٠. ذكر بلاد الأندلس: ١/ ١٥٠. وطبيعي أن هذا مقتصر على غير أهل الحدود والحقوق الخاصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>