للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مواجهتها بقوة، فعليه كسب ولاء الجند ليضمن إخلاصهم، ويتحبب إلى أهل قرطبة فيأمن اضطرابهم عليه (١).

وعندما تولى عبد الله بن محمد الإمارة: ٢٧٥ - (٣٠٠) هـ (٨٨٨ - (٩١٢) م) كان الانتقاض قد تحيَّف الدولة، ولذا فإن في أول قرار أصدره أن أرسل أحد رجاله ليأخذ له البيعة من عمر بن حفصون ومن حوله (٢)، وأما الأمير عبد الرحمن بن محمد: ٣٠٠ - (٣٥٠) هـ (٩١٢ - (٩٦١) م) فإنه بمجرد أن تولى الإمارة، وجه اهتمامه لمعالجة الخلل الإداري في الدولة، فبادر إلى حصر جميع السلطات في يده، وأحدث تغييرات وزارية شاملة، فقد أصدر عدة مراسيم تقضي بتعيينات جديدة في خطط الحجابة والوزارة والمدينة والشرطة العليا والخزانة والعرض وخزانة السلاح وخطة البيازرة (٣)، عله بذلك يتمكن من ضبط الإدارة العليا للدولة، فينجح


(١) - لكن هذا لا يمنع من أنه دال على عظم همته وقوة شكيمته، فإن أخاه الأمير عبد الله لم يكن بكفاءة سلفه رغم أنه استلم دولة عرفت هيبة المنذر وشجاعته فترة وجيزة، إلا أنه عجز أن يفعل مثله.
(٢) - المقتبس تحقيق: أنطونيه ص ٥٠.
(٣) - البيان المغرب، ٢/ ١٥٨ - ١٥٩، البيزره أو البزدرة: هي علم أحوال الجوارح، والكلمة فارسية، وعربت ببازيار أي صاحب الباز، وهو الذي يحمل الطيور الجوارح المعدة للصيد على يده. انظر: القلقشندي، صبح الأعشى، (القاهرة، المطبعة الأميرية، ١٣٣٧ هـ/١٩١٥ م) ٥/ ٤٦٩. أبو عبد الله الحسن بن الحسين، البيزرة، (تحقيق: محمد كرد علي، دمشق، مطبوعات مجمع اللغة العربية ١٤٠٩ هـ (١٩٨٨ م) ص ٤. وخطة البيازرة تعني الرؤساء الذين يتولون الإشراف على كل ماله علاقة بأمور الصيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>