للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالتالي في معالجة الوضع المتردي الذي كانت تعيشه الدولة ككل في عهد جده.

وفي عصر الفتنة الممتد من سنة ٣٩٩ - (٤٢٢) هـ (١٠٠٩ ـ (١٠٢١) م) اختفت القرارات التي تهتم بشئون الرعية، فقد كان جل اهتمام الخلفاء في تلك الفترة ينحصر بمحاولة إحكام سيطرتهم على البلاد، فالخليفة المهدي ٣٩٩ - (٤٠٠) هـ (١٠٠٩ م) بعد أن استولى على قرطبة كانت أوائل أعماله أنه أجلس بكرسي الشرطة ابن عمه محمد بن المغيرة، واتخذ من ابن عمه الآخر عبد الجبار حاجباً، ثم أجبر الخليفة هشام المؤيد على خلع نفسه والاعتراف به خليفة بدلاً عنه (١).

وأما الخليفة سليمان المستعين بالله الذي تولى الخلافة يوم الثلاثاء (١٧) ربيع الأول سنة (٤٠٠) هـ (٩ نوفمبر (١٠٠٩) م) فإنه بعد أن استولى على قرطبة أصدر الكتب إلى كافة أقطار الأندلس تعلن خبر استيلائه عليها، وتميزت تلك الكتب بعبارات مشحونة بمعاني القوة، وصف فيها كيفية دخوله لها ومن معه من البربر وكان هدفه من انتقاء تلك العبارات إدخال الرهبة في قلوب أهل النواحي ليسمعوا ويطيعوا (٢)، كما بادر إلى تعيين العمال وتفريقهم على أماكن أعمالهم وولى الولايات (٣)، وعندما دخل علي بن حمود قصر قرطبة بادر إلى قتل سليمان المستعين وأخيه


(١) - أعمال الأعلام، ٢/ ١١٠ - ١١١.
(٢) - الذخيرة، ق ١ م ١ ص ٣٧.
(٣) - البيان المغرب، ٣/ ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>