للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الربضي (١)، وكذلك موقف الأمير الحكم الربضي من القاضي محمد بن بشير (٢) عندما رفض استقبال العباس بن عبد الله المرواني القرشي (٣) في منزله (٤). وهذا الأمير محمد بن عبد الرحمن كان من بين عيونه الذين يكتمون السر ويثق بهم شرحبيل الزامر الذي بسببه اعترف الوزير هاشم بن عبد العزيز باغتصابه لضيعة أحدهم (٥).

وأما الخليفة عبد الرحمن الناصر فإنه من شدة اهتمامه بشؤون دولته ومصالح رعيته كان له من يأتيه بخبر كل صغيرة وكبيرة مما يجري في مواطن اجتماع الناس، فقد جند أناس كثر، حازوا ثقة الآخرين وهم ينقلون إليه ما يدور في المجالس والأسواق، فكأن الخليفة بينهم (٦)، وهذا


(١) - البيان المغرب ٢/ ٧٨.
(٢) - أبو عبد الله محمد بن سعيد بن بشير المعافري، أصله من جند باجه كان في حداثته كاتباً للقاضي المصعب بن عمران، ثم رحل إلى المشرق، فسمع من الإمام مالك، ولما عاد إلى الأندلس، لزم ضيعته بباجه، إلى أن استدعي للقضاء بقرطبة، وصف بالعدل والفضل، وكان حسن الزي جميل الخلق، وقد ظل في القضاء حتى توفي سنة ١٩٨ هـ. انظر: ترتيب المدارك، ٣، ٣٢٧ - ٣٣٩. ابن الأبار، التكملة، طبعة الحسيني، ترجمة رقم ٩٥٤. النباهي ص ٤٧ - ٥٣.
(٣) - العباس بن عبد الله بن عبد الملك بن عمر بن مروان بن الحكم كان والياً على باجه للأمير هشام الرضا، ثم تولى الوزارة والقيادة للأمير الحكم الربضي، وظل على مرتبته هذه في عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط حتى توفي سنة ٢١٩ هـ. انظر: المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ٢٨، ٧٩. والتعليق رقم ٩١.
(٤) - أخبار مجموعة، ص ١٢٨. نفح الطيب، ٢/ ١٤٥.
(٥) - المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي ص ١٤٩ - ١٥١.
(٦) - المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص ٢٣ - ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>