للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذلك حرص أمراء وخلفاء بني أمية على إثبات بعض ألقابهم في الكتب الرسمية الصادرة من قبلهم، فالخليفة عبد الرحمن الناصر عندما عقد الأمان لمحمد بن هاشم التجيبي (١) ومن معه من أهل سرقسطة في أواخر شهر ذي الحجة سنة (٣٢٥) هـ (أكتوبر (٩٣٧) م) استخدم اللقب الخاص به، الناصر لدين الله، بالإضافة إلى لقب أمير المؤمنين (٢).

وعندما بعث برسالته إلى الإمبراطور البيزنطي قسطنطين (٣)، كان الكتاب يحمل اسم عبد الله قبل الاسم الشخصي للخليفة، ثم اللقبين الخاصين به معاً، وأخيراً لقب أمير المؤمنين، جاء فيه: "من عبد الله الناصر لدين الله القائم لله أمير المؤمنين" (٤).


(١) - عن هذه الأسرة، انظر: جمهرة أنساب العرب، ص ٤٣٠ - ٤٣١، الحلة السيراء ٢/ ٧٨ - ٧٩ حاشية رقم ١. الفتح والاستقرار العربي في شمال إفريقية والأندلس، ص ٢٢٤ - ٢٢٥.
(٢) - المقتبس، تحقيق: شالميتا ٤٠٥ - ٤٠٧.
(٣) - قسطنطين السابع، يلقب بالأرجواني أي لابس الأرجواني، وذلك لأنه ولد في الغرفة الأرجوانية وهي الغرفة المخصصة للإمبراطور في القصر الإمبراطوري، تولى الحكم سنة ٩٤٤ م وهو في الأربعين من عمره، ونظراً لأن ميوله أدبية، ولا رغبة لديه في الأمور السياسية، لذا فقد قبل الحكم مكرها، وبسبب ذلك وقع تحت سيطرة زوجته هيلين صاحبة الطموح السياسي، أسهم قسطنطين بقوة في التقدم الفكري البيزنطي، فقد بذل الكثير من أجله، كما أصدر عدة مؤلفات، وقد ظل قسطنطين في الحكم حتى توفي في نوفمبر ٩٥٩ م. انظر: د. إبراهيم طرخان، المسلمون في أوربا في العصور الوسطى، (القاهرة، مؤسسة سجل العرب، ١٩٦٦) ص ١٩٩. حاشية رقم ٢. د. الباز العريني، الدولة البيزنطية ٣٢٣ - ١٠٨١ م (لبنان، بيروت، دار النهضة العربية ١٩٨٢) ص ٤٠٩ - ٤٣٢.
(٤) - نقط العروس، ص ٥١ حاشية رقم ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>