للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة (٣٢٧) هـ (مارس (٩٣٩) م) كانت المنسوجات فيها معظمها مشرقية إن لم يكن جميعها (١).

ولقد كانت دار الطراز لدى الأمويين تنسج ثياباً رفيعة مزينة بأشرطة الطراز، ولايمكن أن يطرز بتلك الدار لأحد باسمه سوى الأمير أو الخليفة، لكن جرت العادة لديهم أن يتم خلع بعض تلك الثياب المطرزة على بعض المقربين بين فترة وأخرى (٢).

وهناك حالة مستثناة لم تتكرر من قبل، فقد تم تطريز ثياب بدار الطراز لغير ولي الأمر، فالخليفة عبد الرحمن الناصر عندما أراد إكرام محمد بن خزر (٣) إكراماً لا مثيل له، أمر صاحب الطراز أن يصنع عشر قطع متنوعة من عتيق الخز العبيدي فطرزها باسم محمد بن خزر (٤).


(١) - نفح الطيب: ١/ ٣٥٧ - ٣٥٨. تجدر الإشارة إلى أن الأندلس أصبحت فيما بعد تنافس المشرق في هذه الصنعة، فقد تطورت في هذا المجال بصورة كبيرة، لدرجة أن مدينة المرية في عصر المرابطين "كان بها من طرز الحرير ثمانمائة طراز، يعمل بها الحلل والديباج والسقلاطون والأصبهاني والجرجاني والستور المكللة المعيَّنة والعتابي والفاخر وصنوف أنواع الحرير". انظر: صفة جزيرة الأندلس (نشر: ليفي بروفنسال، القاهرة، ١٩٣٧ م) ص ١٨٤.
(٢) - المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ٢١. المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص ٣٠٨، ٣٨٩، ٤٢٨.
(٣) - هو والد زعيم زناته في المغرب الأوسط الخير بن محمد، الذي وردت ترجمته من قبل.
(٤) - المقتبس، تحقيق: شالميتا ص ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>