للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي عصر الإمارة رحل الأديب أبو بكر بن سلاَّم القرطبي (١) إلى المشرق، فالتقى هناك بالجاحظ (٢) واختص به ولازمه مدة طويلة، فلما أراد العودة إلى الأندلس، طلب من الجاحظ أن يحتال له بجاهه لدى صاحب الطراز في البلاط العباسي، لصنع ثياب عراقية رقيقة، تطرَّز باسم الأمير محمد بن عبد الرحمن، فكلم الجاحظ صاحب الطراز، فأسعفه في طلبه "وعمل له منها في السر المكتم عدة أثواب رفيعة القدر، جاء بها إلى الأمير محمد، فاستنبله في تحفته، وعظم موقعها لديه، ونال بها منزلة من اعتنائه" (٣).

وأما في عصر الخلافة فإن الهدية السنية التي قدما الوزير أحمد بن عبد الملك بن شهيد (٤) للخليفة عبد الرحمن الناصر في شهر جمادى الأولى


(١) - أبو بكر بن سلاَّم، أحد أكابر أدباء وعلماء قرطبة، كان معتنياً بالأخبار والأشعار والآداب، حافظاً للأنساب، له معرفة بالطب وهو الذي أدخل كتب الجاحظ الأندلس. انظر: ابن الفرضي، ترجمة رقم ١٠٣٧. المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ١٦٤ - ١٦٥.
(٢) - هو أبو عثمان عمر بن بحر الجاحظ، أشهر أدباء وكتاب القرن الثالث الهجري، ولد سنة ١٦٥ هـ وتوفي سنة ٢٥٥ هـ في البصرة، ترك موسوعة ثقافية ضخمة. انظر عن الجاحظ وحياته وكتبه، الأبحاث الواردة في مجلة المورد، المجلد السابع، العدد الرابع ١٣٩٩ هـ/ ١٩٧٨ م ص ١١ - ٢٥٦. شارل بللا: الجاحظ (ترجمة: د. إبراهيم الكيلاني، دمشق، دار الفكر، ١٤٠٦ هـ (١٩٨٥ م) ص ٧ - ٣٩٠.
(٣) - المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي ص ١٦٤.
(٤) - أبو عمر أحمد بن عبد الملك بن عمر بن محمد بن شهيد الأشجعي، كان من أهل الأدب، وهو من عائلة كانت خطط الدولة بأيدي أبنائها، تصرف في المناصب لعبد الرحمن الناصر، من ولاية الكور والوزارة وقود الصوائف، وهو أول من سمى بـ"ذي الوزارتين" انظر: الحلة السيراء ١/ ٢٣٧ - ٢٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>