للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمية لدار الطراز لتفقدها ومناقشة القائمين عليها ببعض المسائل وتوصيتهم وفق ما يرونه مناسباً (١).

وبناءً على ما ورد في بعض المصادر التاريخية، يمكن القول بأن الأمويين قد أفادوا من إنتاج دور الطراز لديهم في تعاملهم السياسي مع الآخرين، فالأمير عبد الرحمن الأوسط عندما بعث بوفد من عنده لملك النورمان، حملهم هدية اشتملت على ثياب نالت إعجاب الملك (٢) كما أن الأمير المنذر بن محمد أمر وهو في بداية عهده أن تقطع ثياباً خاصة بأولاد عمر بن حفصون، عندما خدعه الأخير وتظاهر بأنه سوف يدخل في طاعته (٣) وعندما تم الصلح بين الأمير عبد الرحمن بن محمد وعمر بن حفصون سنة (٣٠٣) هـ (٩١٥ م) بعث إليه الأمير بهدية كان فيها الكثير من الكسى السلطانية من الوشي الطرازي وغيره (٤).

ورغم كل هذا، فإن علينا أن نتذكر أن صناعة الثياب الطرازية في الأندلس لا تقارن بما كان يصنع في المشرق، على الأقل إلى منتصف القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، يدل على ذلك حادثتان إحداهما وقعت في عصر الإمارة والأخرى في عصر الخلافة.


(١) - المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص ٩٢.
(٢) - ابن دحية، المطرب في أشعار أهل المغرب، ص ١٣٢.
(٣) - ابن عبد ربه، العقد الفريد، ٤/ ٤٩٦ - ٤٩٧.
(٤) - المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص ١١٥ - ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>