للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سليمان أسن منه (١)، وهنا لابد من تساؤل يُطرح: لماذا قدم هشام على سليمان؟.

كان المجتمع الأندلسي يتكون من فئات عدة، وكان العرب إحداها ولاشك أنهم لا يشكلون الأغلبية، بل هم أقلية بالنسبة لأهل البلاد الأصليين، وفي تلك الفترة التي نؤرخ لها، كان العرب ينقسمون في الأندلس إلى فئتين كبيرتين، شاميين وبلديين (٢)، والبلديون أكثر من الشاميين (٣)، وقد اندلعت الحروب بين هاتين الفئتين بسبب المصالح


(١) - كان عمر سليمان عندما هرب والده من المشرق بعد مذبحة نهر أبي فطرس التي جرت سنة ١٣٢ هـ أربع سنوات تقريباَ. انظر: أخبار مجموعة ص ٥٢. وأما هشام فقد ولد في الأندلس في شهر شوال سنة ١٣٩ هـ. البيان المغرب ٢/ ٤٨.
(٢) - العرب القيسيون أو الشاميون قدموا إلى الأندلس مع طالعة بلج بن بشر القشيري سنة ١٢٤ هـ، إذ أنهم يشكلون أغلبية تلك الطالعة. انظر: ابن القوطية، ص ١٥. كما وصل مع أبي الخطار الكلبي ثلاثون رجلاً منهم. ابن القوطية، ص ١٩. وأما اليمنيون أو البلديون فإنهم وصلوا قبل الشاميين، إذ قدموا مع طالعة موسى بن نصير في شهر رجب سنة ٩٣ هـ، "انظر: الرسالة الشريفية ص ١٩٢. منشورة في آخر كتاب تاريخ افتتاح الأندلس لابن القوطية". ثم قدمت مجموعة أخرى منهم مع طالعة الحر الثقفي سنة ٩٧ هـ. انظر: البيان المغرب ٢/ ٢٥.
(٣) - أخبار مجموعة، ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>