للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هنا كانت الصدامات العسكرية بين الطرفين لا تكاد تنقطع طيلة ثلاثة قرون تقريباً، يتخللها أحياناً وصول وفود دبلوماسية إلى قرطبة، قادمة من الشمال.

وأما عن علاقات قرطبة بالإمارات التي نشأت في الشمال الأفريقي، فقد كانت ودية إلى حد كبير، تبادلت فيها جميع الأطراف المصالح المشتركة (١).

وقد كان الأمويون شديدي الحرص على مصلحة دولتهم من كافة النواحي، لذا فقد انتهجوا منذ البداية سياسة قائمة على دبلوماسية تعتمد على الاستجابة لأي نداء يعود بالخير على الجميع، لأجل هذا فقد شهدت قرطبة منذ عهد الأمير عبد الرحمن الداخل توافد سفارات ذات أغراض متعددة.

فمنها ما هو للهدنة والصلح، وأخرى لتوثيق عرى المودة وثالثه من أجل المحالفات، ورابعة للتعزية والتهنئة، كما أن هناك ما كان الهدف منها دفع أذى قوى معارضه، إلى غير ذلك من الأغراض.

فبعد فشل الهجوم الذي شنه الإمبراطور الفرنجي شارلمان (٧٧١ - (٨١٣) م) على الأندلس سنة (١٦١) هـ (٢) (٧٧٨ م) عندما أراد أن يحقق


(١) - انظر: سالم الخلف، المرجع السابق ص ١٩٩ - ٢٠٥، ٢١٣ - ٢١٦، ٢٢٦ - ٢٣٤، ٢٤١ - ٢٤٥.
(٢) - كارلس ديفر: شارلمان، ص ١٠١ - ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>