للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإيقاعهم بها وقتل قائد الأسطول فيها رأى أن يراجعهم بقبول ذلك، فأمر الغزال (١) أن يمشي في رسالته مع رسل ملكهم لما كان الغزال عليه من حدة الخاطر وبديهة الرأي وحسن الجواب والنجدة والإقدام والدخول والخروج من كل باب، وصحبته يحيى بن حبيب، فنهض إلى مدينة شلب (٢) وقد أنشأ لهم مركب حسن كامل الآلة وروجع ملك المجوس على رسالته، وكوفئ على هديته" (٣).

ومن هذا النص يتضح أن الوفد الذي قدم من لدن ملك المجوس إنما جاء لطلب الصلح، وقد أخذ بهذا الرأي أحد الباحثين حيث قال:


(١) - يحيى بن الحكم البكري الجياني، المعروف بالغزال، ولد سنة ١٥٦ هـ تقريباً وتوفي سنة ٢٥٠ هـ، لقب بالغزال لجماله وأناقته، كان شاعراً مطبوعاً، وكان جليل القدر مقرباً من أمراء بني أمية، عرف بسعة الثقافة وحدة الخاطر. انظر: جذوة المقتبس، ترجمة رقم ٨٨٨. بغية الملتمس، ترجمة رقم ١٤٦٧. آنخل بالنثيا، تاريخ الفكر الأندلسي، (ترجمة: د. حسين مؤنس، القاهرة مكتبة النهضة المصرية ط الأولى ١٩٥٥ م)، ص ٥٥ - ٥٦. وانظر: محمد صالح البنداق، يحيى بن الحكم الغزال (بيروت، دار الأفاق الجديدة ١٩٧٩ م) ص ١٧ - ٣٢.
(٢) - شلب Silves قاعدة كورة أكشونبة، بقبلي مدينة باجه، وتشتهر بوفرة شجر التفاح انظر: الروض المعطار ص ٣٤٢ - ٣٤٣ وهي اليوم مدينة صغيرة في جنوب البرتغال تابعة لمديرية الغرب ALgarve.
(٣) - المطرب، ص ١٣٠ - ١٣٦، وانظر: نفح الطيب، ٢/ ٢٥٧ - ٢٥٩. وقد قوبلت رواية ابن دحية بانكار بعض المهتمين بالدراسات التاريخية الأندلسية. انظر: د. حسين مؤنس، غارات النورمانديين على الأندلس، ص ٤٢ - ٤٧، ٦٠ - ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>