للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الرحمن بن محمد قيام الخلافة الأموية في الأندلس سنة (٣١٦) هـ (٩٢٨ م).

ومن هذا يتضح أن الأمراء الأوائل اهتموا بتثبيت أركان الدولة دون الالتفات إلى المظاهر التي تنم عن الاستقرار والرفاهية وهو أمر طبيعي، إذ أن الدولة لاتصل إلى الاهتمام بهذه الأمور إلا في مرحلة تالية، وذلك عندما يبدأ الجيل التالي بقطف ثمرة الجهد الذي بذله الجيل الأول، وهذا ما سيتضح لنا جلياً في عصر الخلافة.

ففي القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) كانت قرطبة تعيش أزهى أيامها، فقد بلغت من الثراء والازدهار درجة لم تبلغها من قبل، فغدت مهيبة الجانب، يخطب الجميع ودها، وأصبح السفراء يفدون إليها من أنحاء شتى، لأغراض متباينة، مابين طاعة وولاء، وتحالف، وسلم وموالفة وتجديد عهد المودة، وطلب النصرة لاسترداد العرش، بل إن منها ما كان للاستشفاء.

فقد استقبل بلاط الخلافة بقرطبة، وفوداً وصلت من المغرب والقيروان جاءت لتقديم الطاعة والولاء (١)، وسفارات قدمت لأجل الصلح


(١) - وصلت إلى قرطبة سفارات عدة في سنوات: ٣٢٨ هـ، ٣٣٥ هـ، ٣٣٧ هـ، ٣٣٨ هـ، ٣٣٩ هـ، ٣٥٦ هـ، ٣٦٠ هـ، ٣٦٤ هـ، وكلها قدمت من المغرب والقيروان. انظر: المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص ٤٥٩. المصدر السابق، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص ٣٩ - ٤٢، ١٩٤. البيان المغرب، / ٢١٢، ٢١٣، ٢١٤، ٢١٥، ٢١٦، ٢١٧، ٢٣٩، ٢٤١. وتجدر الإشارة إلى أن تلك الوفود قدمت من زعامات قبلية.

<<  <  ج: ص:  >  >>