للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المساعدة في استرداد عرشه (١)، وقد لبى الخليفة طلب الملك، بعد أن وافق على ترك ولده غرسية رهينة عند الخليفة، حسب ما تقتضيه أنظمة الدولة الأموية (٢).

وهناك سفارة وصلت إلى قرطبة تعتبر فريدة في موضوعها، ففي سنة (٣٥٠) هـ (٣) (٩٦١ م) قدمت من روما سفارة، تطلب من الخليفة عبد الرحمن الناصر الإذن في استرداد جثمان لأحد النصارى، كان مدفوناً في كنيسة بالقرب من مدينة لورقه (٤).

وكانت السفارات التي تفد إلى حاضرة الخلافة الأموية في الأندلس، تقابل بكل مظاهر الإكرام، ويقام بهذه المناسبة احتفال ضخم، يظهر مدى قوة الخلافة وعظمتها، وذلك وفق رسوم دقيقة.

فمنذ أن يصل السفير إلى حدود الدولة الأموية، يقوم الوالي في ذلك الحد، بإخطار الخليفة عن وصول السفير، فيبعث الخليفة من عنده وفداً


(١) - المصدر السابق: ٤/ ١٤٥.
(٢) - نفح الطيب، ١/ ٣٨٤.
(٣) - نصوص عن الأندلس، ص ٧. ورد لدى الحميري أن السفارة جرت سنة ٣٠٥ هـ. الروض المعطار، ص ٥١٢. ويبدو أن خطأ في النسخ قد أحدث الإختلاف بين المصدرين.
(٤) - نصوص عن الأندلس، ص ٧ - ٨ تاريخ بن خلدون ٤/ ١٤٣. ومدينة لورقه Lorca تقع في كورة مرسية، شرقي الأندلس شمال المريه، وصفت بأنها غنية بالمحاصيل الزراعية وتمتاز بالموقع الحصين ومن منعتها اكتسبت اسمها لورقه الذي يعني باللطيني الدرع الحصين. انظر: نصوص عن الأندلس، ص ١ - ٢. الروض المعطار، ص ٥١٢ - ٥١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>