للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاحتفال، وأصدر بذلك كتاباً في يوم الاثنين الرابع من شهر ذي القعدة سنة (٣٦٠) هـ (١) (٣٠ أغسطس ٩٧١) ثم أرسل في يوم الثلاثاء الثاني عشر من ذي القعدة، صاحب السكة والمواريث وقاضي اشبيلية محمد بن أبي عامر بأربعة من عتاق الخيل وبغل أشهب مزينة بسروج الخلافة ولجمها هبة لجعفر، بالإضافة إلى خمسين فرساً ومائتا زاملة لأصحابه وأثقاله، وكذلك المظال الجليلة والأبنية الفسيحة والقباب المتوسطة والأخبية وعدة أحمال من الوطاء النفيس والغطاء السري والعماريات والهوادج الفاخرة لأجل عيال جعفر، فالتقى به ابن أبي عامر يوم الأحد لأربع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة على أربعة أميال من مالقة، فرحب به وسلم إليه جميع ما أرسله إليه الخليفة، ووجد عنده بسيل وعبد الحميد أبنا أحمد بن عبد الحميد بن بسيل (٢) عاملي كورة ريه، فقد لزماه لتلبية ما يحتاجه، ثم سار الجميع حتى إذا بلغوا قرية "أقوه ماره" يوم الجمعة الثالث والعشرين من ذي القعدة، التقى بهم غلام مرسل من الخليفة معه ستة أفراس من عراب الخيل بسرج الخلافة، ولجمها هدية لجعفر بن علي،


(١) - المقتبس، تحقيق: د. عبدالرحمن الحجي، ص ٤١.
(٢) - بيت بني بسيل من أكبر بيوتات الموالي الأمويين من أهل الشام في الأندلس، وقد كان أول من دخلها منهم عبد السلام بن بسيل الرومي المعروف بالشيخ، وذلك أيام الأمير عبد الرحمن الداخل، مع ابنيه عبد الواحد ويحيى، فاستعمله الأمير الداخل في عدة كور ثم ولاه الوزارة، ومنذ ذلك الوقت تأصلت الخطط في بني بسيل. انظر: المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، تعليق: رقم ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>