للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دار نزولهم، فاتصل مقامهم بقرطبة في كرامة موصلة وعطايا متوالية، إلى أن كملت الهدية التي كوفئ بها الطاغية مرسلهم، وأُسلمت إليهم، مع أجوبتهم، وأمروا بالرحيل، وجلس لهم الناصر لدين الله في النصف من شوال من السنة بعدها، فدخلوا للوداع، وجُددت لهم الخلع، وانطلقوا لسبيلهم، متعجبين مما رأوا من عز الإسلام" (١).

وفي عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله، وفد إلى قرطبة جعفر (٢) ويحيى أبنا علي بن حمدون، خالعين لدعوة العبيديين، متقلدين للدعوة الأموية، فاحتفل الخليفة لقدومهما، ومن معهما من الفرسان، فأمر أن يخاطب جميع القادة والعمال في كور الأندلس للقدوم إلى قرطبة لحضور


(١) - المقري، أزهار الرياض، (المغرب- الإمارات لجنة نشر التراث الإسلامي ١٣٩٨ هـ) ٢/ ٢٦٠ - ٢٦١.
(٢) - جعفر بن علي بن حمدون بن سملك الجذامي، الشهير بابن الأندلسي، نشأ في بيت القائم بأمر الله بن المهدي في افريقية، تحت رعاية الأستاذ جوذر وبسبب خلاف نشب بين بلكين بن زيري وبين جعفر التحق الأخير ببلاط الخليفة الأموي الحكم المستنصر بالله ثم عاد إلى المغرب، ثم استقدمه المنصور بن أبي عامر ليخلصه من غالب الناصري، فلما تم له ذلك دس عليه معناً التجيبي في طائفة من أصحابه، فقتلوه غيلة وذلك ليلة الأحد الثالث من شهر شعبان سنة ٣٧٢ هـ. انظر: أبو علي الجوذري، سيرة الأستاذ جوذر، (تقديم وتعليق: د. محمد كامل حسين، د. محمد عبد الهادي شعيرة، القاهرة، دار الفكر العربي، ١٣٧٤ هـ /١٩٥٤ م) ص ١٧٥. المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي،، ص ٣٢ - ٥٧، ٥٩ - ٦١، ٧٠، ٨٢، ٩٤، ١١٩ … البيان المغرب ٢/ ٢٧٩ - ٢٨١. مفاخر البربر ٦ - ٨، ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>