للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن حقه التصون عن ذلك، وبناء أموره وأحواله كلها على ما يزيد في هيبته، ويعود بعلو شأنه وجلالة سلطانه" (١).

وذكر المرادي (٢) أن على السلطان أن يكون احتجابه وظهوره بقدر، لئلا يتسبب احتجابه في إدخال القلق على النفوس بسبب طول غيبته، فتفسد الرعية، ويكثر الإرجاف ولا يكثر من الظهور للعامة لئلا تسقط هيبته من قلوبهم، وتمكن صاحب المقاصد السيئة من نيل مراده منه (٣).

لأجل ذلك نجد أن الأمير عبد الرحمن الداخل كان في بداية عهده يكثر من الاختلاط بالناس، ويمشي بينهم ويصلي فيهم، ويحضر الجنائز، ويعود المرضى، حتى إذا كان في أحد الأيام وهو منصرف من جنازة، تصدى له رجل عامي متظلم، فمسك عنان فرسه، وكلمه بكل جرأة،


(١) - أداب الملوك ص ١٠٥.
(٢) - أبو بكر محمد بن الحسن الحضرمي المرادي كان رجلاً نبيهاً عالماً وإماماً في أصول الدين، ذا حظ وافر في الأدب والبلاغة، توفي بمدينة أزكد بصحراء المغرب وهو قاضي بها سنة ٤٨٩ هـ. انظر الصلة، ترجمة رقم ١٣٢٦.
(٣) - أبو بكر محمد بن الحسن المرادي، كتاب السياسة أو الإشارة في تدبير الإمارة (تحقيق: د. سامي النشار، المغرب، الدار البيضاء، دار الثقافة، ١٤٠١ هـ/١٩٨١ م) ص ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>