للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخلافة كانت أكثر فخامة مما كانت عليه في عهد الإمارة، وذلك لعظم مكانة الدولة وقوتها.

وقد وُصف موكب الأمير هشام الرضا: ١٧٢ - (١٨٠) هـ (٧٨٨ ـ (٧٩٦) م) بالفخامة حتى أن الأصوات المنبعثة بسبب حركة الموكب، تحول دون سماع الأمير لمن يناديه من المتظلمين (١).

وذكر ابن حيان أن موكب الأمير محمد بن عبد الرحمن: ٢٣٨ - (٢٧٣) هـ (٨٥٢ - (٨٨٦) م) كان فخماً غليظ الحجاب، يحيط به حرس من الصقالبة لا يمكنون أحداً من الاقتراب منه (٢).

ويبدو أن الأمر في فخامة المواكب، بلغ أوج عظمته، في عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر: ٣٠٠ - (٣٥٠) هـ (٩١٢ - (٩٦١) م) فقد كان عدد الذين يركبون لركوبه وينزلون حوالي اثني عشر ألف رجل بكامل زينتهم (٣).

وقد كان الرسم يقتضي ترتيب احتفال بهي، عندما يظهر الخليفة للناس، إذ يتم تنظيمهم ليتلقوا الخليفة فوجاً بعد فوج كل في مرتبته، وفي نهاية الاحتفال يتبارى الشعراء في إلقاء قصائدهم التي يمدحون فيها الخليفة، ويذكرون فيها المناسبة التي دفعته إلى الظهور لهم.


(١) - انظر: أخبار مجموعة، ص ١٢١.
(٢) - المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ١٤٩.
(٣) - نهاية الأرب: ٢٣/ ٣٩٨. ولكن كيف تتسع شوارع قرطبة لهذا العدد الضخم؟ إلا إذا كان المقصود أن هذا الموكب يصاحب الخليفة أثناء خروجه للنزهة.

<<  <  ج: ص:  >  >>