للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما عُرف عنه من شدة التديّن، والاهتمام بمطالعة كتب العلم ومجالسة العلماء، لأنه فضل كل ذلك على كل لذة، ولكنه في مقابل ذلك كان يمازح رجال دولته في جلسات خاصة بهم (١).

ومازال خلفاء بني أمية يعقدون مثل هذه المجالس إلى أن زالت دولتهم (٢) والملاحظ أن تلك المجالس قد تكون فرصة للتخلص من بعض المناوئين، أو ممن يخشى جانبهم من رجال الدولة.

فالحاجب المنصور بن أبي عامر عندما عزم على الفتك بجعفر بن علي بن حمدون أقام جلسة خاصة، أعلن أنها تكريماً لجعفر، وذلك ليلة الأحد لثلاث خلون من شعبان سنة (٣٧٣) هـ (يناير ٩٨٤) وفي تلك الجلسة أمر المنصور الوصفاء والخدم أن يكثروا لجعفر من الشراب، فما زالوا به حتى ثقل من شدة السكر، فانصرف مع غلمانه، فخرج إليه معن وأصحابه، فلم يكن به امتناع فقتلوه (٣).

وعندما أراد الحاجب عبد الملك المظفر بن المنصور الفتك بوزيره عيسى بن سعيد عقد مجلساً للشراب ليلة العاشر من ربيع الأول سنة (٣٩٧) هـ (٤) (٤ ديسمبر ١٠٠٦) واستدعى وزيره عيسى للمجلس وأمر


(١) - مطمح الأنفس، ص ٢٥٥ - ٢٥٧.
(٢) - الذخيرة، ق ٣ م ١ ص ٥٢٤ - ٥٢٥ البيان المغرب، ٣/ ٨٠، ٩٩، ١٤١، ١٤٩.
(٣) - المصدر السابق، ٢/ ٢٨٠ - ٢٨١.
(٤) - الذخيرة، ق ١ م ١ ص ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>