للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقيمون الاحتفالات بها، كاحتفالهم برأس السنة الميلادية الذي كن يقام في ليلة يناير (١)، ويوم العنصرة (٢)،


(١) - ليلة يناير هي رأس السنة الميلادية، وقد اعتاد الأندلسيون الاستعداد لتلك الليلة كل على قدره، يتهادون فيها بينهم صنوف الأطعمة وأنواع التحف والطرف، وفي صبيحتها يترك الرجال والنساء أعمالهم، تعظيماً لذلك اليوم. ورأس السنة الميلادية يوافق اليوم= =السابع من ولادة عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، انظر: الونشريسي، المعيار المعرب، (بعناية: د. محمد حجي، بيروت دار الغرب الإسلامي، ١٤٠١ هـ / ١٩٨١ م) ١١/ ١٥٠.
Fernado Dela Granja، Del "Kitab Al-durr Al-Munazzam Flmawlid Al-Nabi Al-muazzam" De Al- azafi، AL- Andalus، Madrid- Granda، ١٩٦٩، Vol، XXXIV، p. ١٩ - ٢٠.
ومن عادتهم في هذا العيد شراء أنواع معينة من الفواكه كالأترج والجلوز وصنع تماثيل مختلفة من الحلوى، وإلى هذا تشير أمثالهم: "من ماع ترنخ، لينيرِّ يرفعها". انظر: - الزجالي، أمثال العوام في الأندلس ٢/ ٣٢٧، مثال رقم ١٤١٢. والاحتفال برأس السنة الميلادية هو المعروف بالمشرق باسم "النيروز" انظر: التاج في أخلاق الملوك، ص ١٤٦.
(٢) - هذا العيد هو مايعرف بالمشرق باسم "المهرجان" وهو بداية دخول فصل الشتاء، انظر المصدر السابق، ص ١٤٦. وعيد العنصره " ANSARA" هو عيد سان أخوان " SANJUAN" الذي تحتفل به اسبانيا يوم ٢٤ يونيو من كل عام. انظر د. أحمد مختار العبادي، الإسلام في أرض الأندلس، (المختار من عالم الفكر، العدد الأول، وزارة الأعلام، الكويت ١٩٨٤ م)، ص ١٤١. وفي هذا اليوم يقوم المحتفلون فيه بالسباق على الخيل، وأما النساء فيقمن بإخراج ثيابهن للندا بالليل، كما يقمن برش بيوتهن في ذلك اليوم، ويتركن العمل، ويغتسلن بالماء، وهذا اليوم يوافق ميلاد النبي يحيى بن زكريا على نبينا وعليهما الصلاة والسلام. انظر: المعيار المعرب، ١١/ ١٥١ - ١٥٢ Fernado Dela Granja، Op Cit.p، ١٩ - ٢٠. وقد اشتهر عيد المهرجان بالنار التي يتم إشعالها في الأحياء بحيث يجتمع صبيان كل حي حول نارهم ويتبارون في القفز فوقها، وقد جاء في أمثالهم: "الكبش المصوَّف مايكفز العنصره" و"كفزها بحل عنصَرَ". انظر: الزجالي، أمثال العوام في الأندلس، ٢/ ٨٥، ٢٦٧. المثالان رقم ٣٧٣، ١١٤٨. وفي عيد المهرجان يقول الوزير أبو عبدة حسان بن مالك بن أبي عبدة:
أرى المهرجان قد استبشرا … غداة بكى المزن واستعبرا
إلى أن قال:
تهادى به الناس ألطافه … وسام المقل به المكثرا
انظر: مطمح الأنفس، ص ٢١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>