للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهناك أعمال خيرية يعقد الخليفة المجلس لأجلها، فالخليفة الحكم المستنصر بالله، عندما أراد إعتاق بعض مماليكه وإمائه، عقد عقب شهر ربيع الآخر سنة (٣٦٤) هـ (ديسمبر (٩٧٥) م) مجلساً لهذا الشأن، أنفذ فيه "إعتاق جمع كثير من عبيد له وإماء تنيف عدتهم على مائة رقبة، انعقد لكثير منهم عتق بتل، وبعضهم عتق مؤجل، ولبعضهم تدبير (١)، خلص به جميعهم من الرق، عقدت الوثائق المحكمة العقد لجمعهم، فكان أول من أوقع شهادته فيها الأمير أبو الوليد هشام المرشح لولاية العهد، بخط يده، وتلاه أعمامه الأخوة، ثم الوزراء على مراتبهم، ثم قاضي الجماعة محمد ابن إسحاق (٢)، ووليه الحكام والفقهاء وأهل الشورى ثم العدول" (٣).


(١) - عن العتق المؤجل وعتق التدبير، انظر: إبراهيم بن حسن بن عبد الرفيع، معين الحكام على القضايا والأحكام، تحقيق: د. محمد قاسم بن عياد، (بيروت، دار الغرب الإسلامي، ط ١٩٨٩ م) ج ٢ ص ٨٤٠ - ٨٤١، ٨٤٤ - ٨٤٧.
(٢) - أبو بكر محمد بن إسحاق بن منذر بن السليم، قرطبي، فقيه، عالم بالحديث، كان فصيحاً بليغاً، متواضعاً، ولي أحكام المظالم بقرطبة، وعندما توفي منذر بن سعيد البلوطي في شهر المحرم سنة ٣٥٦ هـ ولي ابن السليم قضاء الجماعة، وظل في منصبه إلى أن توفي يوم الخميس لسبع بقين من شهر جمادى الأولى سنة ٣٦٧ هـ. انظر: ابن الفرضي، ترجمة رقم ١٣١٩. النباهي ص ٧٥ - ٧٧.
(٣) - المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ٢٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>