للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولده، علم أن الأدب قد بلغ به حقه، فاستدعاه وأخبره بما قصد إليه من إفراده بهذا السكن، ونصحه ووجهه، فقبَّل المنذر يده وانصرف، ولم يزل المنذر يأخذ نفسه بما أوصاه والده حتى تخلَّق بالخلق الجميل، وبلغ ماأوصاه به أبوه، ورفع قدره (١).

وهناك أوقات محددة يسمح فيها للأبناء بزيارة والدهم، يدل على ذلك أن الأمير عبد الرحمن الداخل عندما استأذن عليه ولده هشام بسبب قصة الكناني، انزعج، لأن الوقت لم يكن وقت زيارة (٢).

والاحترام المتبادل بين أبناء البيت الأموي سمة بارزة في تاريخهم، فالأخ الأصغر يقبل يد أخيه الأكبر (٣)، كما أنه لا يناديه إن كان أميراً أو خليفة إلا بلفظ مولاي، فقد ذكر الحميدي أن عبد العزيز بن عبد الرحمن الناصر وُلد له وَلد، فعاش إلى أن دخل الكتاب، فظهرت منه نجابة، فأول لوح كتبه، بعث به إلى أخيه المستنصر بالله، وكتب إليه بعدة أبيات من شعره، جاء في مطلعها قوله: -

هاك يا مولاي خطاً … مطه في اللوح مطا (٤)


(١) - نفح الطيب، ٣/ ٥٧٥ - ٥٧٧.
(٢) - أخبار مجموعة، ص ١٢١ - ١٢٤. نفح الطيب، ١/ ٣٣٥ - ٣٣٦.
(٣) - ابن القوطية، ص ١١٦.
(٤) - جذوة المقتبس، ترجمة رقم ٦٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>