للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بينما كان أخوهما محمد والياً على مارده (١)، وأما مسلمة بن الأمير محمد بن عبد الرحمن فقد كان والياً على كورة شذونة (٢).

وفي عصر الخلافة لم نعد نسمع بذكر ولاة للكور من أبناء البيت الأموي، إلا أنه كان هناك ولاة من القرشيين (٣).

وهناك من يتم الإسجال له على نصف مدينة فقط، فالأمير محمد بن عبد الرحمن عندما كان في إحدى غزواته حل بطليطلة وأصلح شأنها، وبسبب اختلاف أهواء أهلها في عمالهم، فقد قسمها الأمير بين مطرِّف بن عبد الرحمن ومنافسه طربيشة بحيث يلي كل واحد منهما جانباً، وذلك سنة (٢٥٩) هـ (٨٧٣ م) (٤).

وأحياناً يتم الإسجال لأحدهم على ولاية إحدى النواحي، مكافأة له، وهذا ما فعله الأمير محمد بن عبد الرحمن، فقد مر أثناء عودته من إحدى مغازيه بأرض شنت برية، فاعتل له خصي من أكابر خصيانه الخلفاء، فتركه عند ذي النون بن سليمان (٥)، فمرَّضه وعالجه إلى أن برئ


(١) - قضاة قرطبة، ص ٧٣.
(٢) - المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ٢١١.
(٣) - المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص ٣٥٦، ٣٧٧.
(٤) - المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ٣٢٩ - ٣٣٠، وما ورد في التعليقين رقم: ٥٤٠، ٥٤١.
(٥) - ذو النون بن سليمان بن طوريل بن الهيثم بن إسماعيل بن السمح (الداخل منهم إلى الأندلس) بن وردحيقن الهواري، واسم ذو النون اسم شائع في البربر بـ"زنون" ولكن مع استقرار هذه العائلة في الأندلس تصحف الاسم إلى ذي النون وقد كان لهذه العائلة الزعامة منذ أن حل السمح باني مجدها في شنت برية. والأمير محمد بن عبد الرحمن هو الذي نوه بذكر هذه الأسرة ورفع شأنها بسبب عناية ذو النون بخصي الأمير، وقد ظل ذو النون معترفاً بفضل الأمير مستمسكاً بالطاعة إلى أن توفي سنة ٢٧٤ هـ. انظر: المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي ص ٣٤١ - ٣٤٢. والمقتبس، تحقيق: أنطونيه، ص ١٧ - ١٨. البيان المغرب، ٣/ ٢٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>