للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك المحصلون ومثمن المحصول، ومن هذه الأموال المجموعة يتم صرف أرزاق موظفي الكورة وجنودها، بينما يرسل الباقي والمسمى الفائض أو المستفاض إلى العاصمة قرطبة (١).

ويبدو أن منصب عمالة الكور، كان فرصة للثراء العريض، وذلك من جراء سطو بعضهم على الأموال الواجب إرسالها إلى قرطبة، ولذا فأحيانا يتم إغرام بعض العمال عند عزلهم، فالأمير عبد الله بن محمد عندما عزل جهور بن عبد الملك البختي (٢) من عمل كورة إلبيرة، أغرمه ثلاثة آلاف دينار (٣).

كما كانت أحياناً تتم مقاسمة العمال أموالهم. وهذا ما كان يفعله الخليفة عبد الرحمن الناصر مع عماله (٤).


(١) - الحلة السيراء، ١/ ٢٤١ والحاشية رقم ١.
(٢) - جهور بن عبد الملك بن جهور بن يوسف بن بخت الفارسي، جده الأعلى يوسف بن بخت هو أول من ولي الحجابة للأمير عبد الرحمن الداخل، ومنذ ذلك الحين استمر أبناء هذه الأسرة في المناصب ولذا فهي من الأسر الأندلسية الموالية للأسرة الأموية، وقد كان جهور عاملاً على إلبيرة لكن الأمير عبد الله بن محمد عزله عنها لتظلم الرعية منه وعندما عمد الأمير إلى مشاورة الوزراء من أجل إغرام جهور، دافعوا عنه إلا الوزير سليمان بن وانسوس، فإنه هجاه بثلاثة أبيات نالت إعجاب الأمير، فأمر بإغرام جهور ثلاثة آلاف دينار وقال "ياسليمان لو زدتنا في الأبيات لزدنا الحمار في الغرم" انظر: المقتبس، تحقيق د. محمود مكي ص ١٩٢ - ١٩٣. الحلة السيراء ١/ ١٦٠ - ١٦١.
(٣) - المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي ص ١٩٢ - ١٩٣.
(٤) - البيان المغرب ٢/ ٢٢٥ - ٢٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>