للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البريدية المقامة بين قرطبة وبقية نواحي الدولة الأموية، وكذلك نفقات شراء الدواب وما يلزمها من علوفة ونحوها، ورغم صمت المصادر الأندلسية عن ذكر أي ميزانية للبريد، إلا أننا نتوقع أنها لم تكن بالشيء اليسير، خاصة إذا عرفنا أن الدولة الأموية أصبحت متسعة الأطراف بالذات في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) إذ أصبح بر العدوة المغربية ضمن سلطة الخلفاء الأمويين في ذلك القرن، ففي أواخر شهر ذي القعدة سنة (٣٦٢) هـ (سبتمبر (٩٧٣) م) أمر الخليفة الحكم المستنصر بالله في رسالة بعث بها إلى الوزير القائد الأعلى غالب بن عبد الرحمن الناصري، المتواجد مع الجيوش الأموية في المغرب رسالة ضمنها أمره للقائد بأن ينظم البريد، ويتخذ الدواب، وأن يأمر الخازن قبله بإجراء العلوفة على الدواب والنفقات على الفرانقيين والخدمة (١)، الأمر الذي يكفل سرعة وصول الأخبار إلى الخليفة.

وقد كانت مكاتبات الدولة الرسمية المرسلة إلى قرطبة، تصل كلها إلى ديوان البريد في حين أن التقارير المرفوعة من أصحاب البريد، فإنه نظراً لسريتها، فإنها تصل إلى الأمير أو الخليفة مباشرة، وقد كان ديوان البريد في قرطبة وما يتبعه من مراكز بريديه في الكور والثغور وطرق البريد، تضم عدداً كبيراً من الموظفين والعمال على رأسهم صاحب البريد،


(١) - المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>