كما أن على صاحب البريد التفقد الدائم لطرق البريد وحفظها من اللصوص، ومناقشة احتياجات محطات البريد المنتشرة على تلك الطرق.
وعندما يقع اختيار الأمير أو الخليفة على أحد ثقاته ليلي خطة البريد، فإنه يكتب له ظهيراً لاستلام هذه الخطة يوصيه فيه بتقوى الله تعالى في السر والعلانية، وألا يرفع إليه إلا الصدق، وألا يستعين بأحد في أداء عمله إلا بمن يثق بصناعته، وورعه، ونزاهته.
ثم يتطرق الظهير إلى صلاحيات صاحب البريد، فهو مراقب لعمال الخراج والضياع، مستقصياً لأخبارهم، منهيا لها على الحق والصدق، ويتعرف على حال عمارة البلاد، وما يجري في أمور الرعية من الإنصاف والجور، كما أن عليه أن يتعرف على أحوال الحكام في أحكامهم، وحال دار الضرب وما يجري عليه مما يُضرب فيها من العين والورق، وأن يبث العيون في المجالس لمعرفة ما يجري فيها، وأن يحصي أسماء المرتبين لديه لحمل خرائط البريد، مبينا رزق كل منهم، وعدد السكك في جميع عمله وأميالها ومواضعها، وأن يحث رجاله بضرورة الإسراع بوصول البريد، وإثبات وقت مروره بكل موقع، على أن يُكتب كل غرض من هذه الأغراض في سجل خاص، فأخبار القضاة في سجل، وعمال المعاون والأحداث في سجل، وأخبار الخراج في سجل، وهكذا كل غرض في كتاب، لكي لا يكون هناك تداخلاً في الأعمال.