للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأندلسية إرغامه على دفعها (١). بالإضافة إلى ما كانت الجيوش الأندلسية تحصل عليه جراء تصديها للمناوئين في بر العدوة المغربية (٢).

بقي أن أشير إلى أنه كانت هناك ضريبة عينية، تسمى وظائف مخزنية، إذ يتم فيها استلام الحبوب ممن فُرض عليهم دفعها، وتخزينها في مستودعات خاصة تسمى "أهراء" وهذه الأهراء يجب أن تبقى ملأى بالحبوب، إما لمواجهة سنوات القحط، أو لتكون عونا للجيوش الغازية، أو لبيعها أحياناً في الأسواق عندما تقل الحاجة إليها (٣)، وقد تغيرت هذه الضريبة فيما بعد، إذ أصدر الخليفة علي بن حمود قراراً يقضي بتحصيلها نقداً لا عيناً، على أساس ستة دنانير لكل مدي قمح، وثلاثة دنانير لكل مدي شعير (٤).

ومن كل هذه الأنواع العديدة من الضرائب، لا عجب أن تكون الخزانة العامة غاصة بالأموال. وطبيعي أن المقدار الذي كانت الدولة


(١) - المقتبس، تحقيق د. عبد الرحمن الحجي، ص ٢٢٤ - ٢٢٥.
(٢) - المصدر السابق، ص ١٣٤ - ١٣٥.
(٣) - أعمال الأعلام، ٢/ ٩٩.
(٤) - أبو رميلة، نظم الحكم في الأندلس، ص ٢٤٣. ومن الملاحظ أن المصادر الأندلسية شحيحة المعلومات عند الحديث عن المكاييل والموازين في الأندلس، فلم تعرف بالإضافة للمدي سوى القفيز، والمدي القرطبي يزن ثمانية قناطير والستة أقفزة هي نصف مدي، وتزن أربعة قناطير. انظر: نصوص عن الأندلس، ص ١٢٤، ١٢٥. المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص ١٠٩. المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص ٥٣. تعليق منتقى، ص ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>