للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الدخول الضخمة، كان لها في المقابل وجوه إنفاق متعددة، لخصها أحد المؤرخين بقوله أن الأمويين كانوا يقسمون مال الخزانة لديهم إلى ثلاثة أقسام: ثلث للجيش، وثلث للصرف العام، وثلث يدخر (١).

وقد ذكر ابن سعيد عند حديثه عن الخليفة عبد الرحمن الناصر أنه كان يقسم أموال الجباية إلى ثلاثة أقسام: قسم للجند والحرب، وقسم للبنيان (٢)، وقسم ينفق منه في غير هذين من المصالح، ويخزن باقية ذخيرة (٣). والظاهر من النص أن الجباية تقسم أربعة أقسام، لكن لعل الأصح أنها ثلاثة إذ ان المال المدخر هو المتبقي من الثالث المعد للصرف في غير الجند والبنيان.

وقد ذكر ابن الخطيب نقلاً عن ابن حيان معلومات أكثر تفصيلاً عن الإنفاق الذي كان يسير عليه الأمويون، فقد ذكر أن الأموال توضع في أربع بيوت تؤخذ النفقات السلطانية منها على المشاهرة بالزيادة والنقصان، مابين الشهر والشهر مائتي ألف دينار إلى مائة وخمسين ألفا، وعند دخول شهر يونيو يتضاعف الإنفاق فيه استعداداً للغزو، حيث يصل


(١) - نفح الطيب، ١/ ١٤٦.
(٢) - عن البناء في الأندلس، واهتمام الدولة الأموية به، انظر: المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي ص ٢٢٤. المغرب في حلى المغرب، ١/ ١٧٩. ذكر بلاد الأندلس، ١/ ٤٦، ٥٠، ٧٦، ٧٧، ١٧٩. نفح الطيب، ١، ١٦٢، ٥٢٦، ٥٢٧، ٥٧٩.
(٣) - المغرب في حلى المغرب ١/ ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>