للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماشأنه؟ فقال له: لايصلح لهذا، فقال له: يرى ويجرب، فقال له: أفي مسائل الفقه؟ يريد أن يسأله، قال: لا، ولكن في مسائل السياسة وتدبير المملكة، قال: فإن لم يقم، قال: ينظر في قريش، فأعرض عنه مغضباً ونظر إلى الأصيلي وإلى ابن المكوى، فقال له الأصيلي: يامولاي عربي ضابط خير من قرشي مضيع، قال: فنظر إلى ابن المكوى: فجعل يضحك له ويقول: يامولاي ومثلك يفكر في هذا وأنت الكل وكل شيء بيدك، وإنما يرغب في الأسماء من لايحقق، والمدار على الحقيقة، وهي بيدك، فسكت ابن أبي عامر، وقاموا واحداً واحداً (١) " وبهذه المشورة وقف المنصور على حقيقة الأمر فعدل عن رأيه، لأنه خشي من هيجان شعبي يودي به وبدولته.

وتمهيداً للوصول إلى الخلافة أصدر المنصور أوامره سنة (٣٨٢) هـ (٩٢٢ م) تقريباً بإلغاء خاتم الخليفة هشام المؤيد من الكتب واقتصاره على خاتمه الخاص (٢)، لطمس أي ذكر للخليفة.

بعد هذه الخطوات اتخذ المنصور خطوة هامة، فقد أصدر أوامره سنة (٣٨٦) هـ (٩٩٦ م) بأن يخص وحده بلفظ "السيد" دون سائر الناس بالأندلس، فتليت الكتب بهذا الخصوص على منابر الأندلس، واستمر هذا


(١) نقط العروس ص ٧٧، ومن المؤكد أن هذه القصة وقعت أحداثها في سنة ٣٨١ هـ إذ أن القاضي محمد بن يبقى بن زرب توفي في شهر رمضان سنة ٣٨١ هـ. انظر: ابن الفرضي: ترجمة رقم ١٣٦٣.
(٢) ذكر بلاد الأندلس، ١/ ١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>