للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرسم بقية حياته، وطيلة تلك الفترة كان يخاطب: بـ"الملك الكريم" وبولغ في تعظيمه وتكريمه (١).

وبعد هذه الأحداث، ساءت العلاقة بين الخليفة المؤيد والمنصور، وشاع بين الناس أنه يريد أن يسطو على منصب الخلافة (٢)، وكان لصبح والدة الخليفة دورها في نشر تلك الشائعات بواسطة دعاتها وأعوانها (٣)، واشتدت العداوة بين أهل قصر الخليفة ومن في قصر المنصور، وحاول المنصور أن يقضي على تلك العداوة، فطرد العديد من الخدم المتواجدين في قصر الخليفة، ولم يترك إلا ثقاته، ومع ذلك فقد شدد عليهم في الحراسة وبث العيون التي عملت على إحصاء أنفاسهم (٤).

ولمواجهة المنصور استنجدت صبح والدة الخليفة بزيري بن عطية (٥)، وبعثت إليه بثمانين ألف دينار سراً (٦)، وعندما علم المنصور بذلك، جمع


(١) - البيان المغرب، ٢/ ٢٩٤.
(٢) الذخيرة، ق ٤ م ١ ص ٧٠ - ٧١.
(٣) دولة الإسلام في الأندلس، ع ١ ق ٢ ص ٥٥٥.
(٤) الذخيرة، ق ٤ م ١، ص ٧١.
(٥) زيري بن عطية، زعيم زناته، وفد على المنصور قادما من العدوة حوالي عام ٣٨٠ هـ، فاحتفل المنصور بقدومه، ثم غادر زيري إلى العدوة، وساءت علاقته بالمنصور بسبب تسلط الأخير على الخليفة المؤيد، وجرت حروب شديدة في العدوة المغربية بين زيري وقادة المنصور، كان آخرها المعركة التي جرت يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال سنة ٣٩١ هـ والتي على أثرها مات زيري بن عطية متأثراً بجراحه التي أصيب بها في تلك المعركة. انظر: مفاخر البربر، ص ٢٢ - ٣٢.
(٦) مفاخر البربر، ص ٢٧. دولة الإسلام في الأندلس، ع ١ ق ٢ ص ٥٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>