للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل رجاله فاتفقت كلمتهم على ضرورة بقاء كل الأموال عند المنصور لأنه على حفظها أقدر، إلا أن علة ألمت به اضطرته إلى تأخير نقل بيت المال إلى الزاهرة واستغل أعداء المنصور هذا الوضع الطارئ، "فراسلوا حاشية الخليفة سراً، وجهزوا للقيام عليه، فلم يكن فيهم فضل لذهاب أعيانهم (١) " وبالنهاية تمكن المنصور بواسطة قوة عسكرية جهزها بقيادة ولده عبدالملك من نقل بيت المال إلى الزاهرة وذلك في جمادى الأولى سنة (٣٨٦) هـ (يونيو (٩٩٦) م) في حين تعذر عليهم الوصول لبيت مال الخاصة لوقوف السيدة صبح أم هشام دونه (٢).

وبعد أن عوفي المنصور من علته، ركب إلى الخليفة هشام المؤيد، ووصل إلى مجلسه وبصحبته كبار رجال دولته، ولأنه أدرك مافي نفوس الناس وحبهم لرؤية هشام (٣)، عمل على استغلال هذه النقطة لصالحه، فأبرزه للناس في أحد أيام الجمع من سنة (٣٨٧) هـ (٩٩٧ م) فصلى بجامع قرطبة ولم يكن لهشام عهد بشهود صلاة الجمعة -بسبب الحجر المفروض عليه من المنصور- وبعد الصلاة توجه الجميع إلى الزاهرة وهناك جددت


(١) الذخيرة، ق ١ م ٤ ص ٧٢.
(٢) المصدر السابق، ق ٤ م ١ ص ٧٢. وانظر: ذكر بلاد الأندلس، ١/ ١٨٤.
(٣) الذخيرة، ق ٤ م ١ ص ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>