للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخليفة ثم أصدر أوامره بأن يتولى عبدالملك الحجابة مكان أبيه (١)، وذلك يوم الاثنين لثلاث بقين من شهر رمضان المبارك سنة (٣٩٢) هـ (٢) (أغسطس (١٠٠٢) م) وخلع عليه (٣)، وأخرجت الكتب بهذا الخصوص وتليت على منابر الأندلس والمغرب (٤) وبعد أن أحكم عبدالملك قبضته على البلاد سار على نهج والده تجاه الخليفة المؤيد، فقد حجر عليه طوال أيامه حتى أنه لم يشهد صلاة قط (٥)، إلا أنه كان يكثر من إخراجه للنزهة ولكن وفق ماكان المنصور يفعل معه من قبل (٦).

وقد سلك عبدالملك بن المنصور سبيل التدرج في طلب الألقاب الملوكية، والرتب السلطانية، وهو النهج الذي سار عليه والده من قبل (٧)، فبعد أن مضى على توليه الحجابة خمس سنين وثلاثة أشهر، أثبت خلالها جدارته في هذا المنصب، ووقرت محبته في قلوب الناس، بدأ يطلب منحه ماكان يخطط له، ففي شهر ذي الحجة من سنة (٣٩٧) هـ (أغسطس


(١) الذخيرة، ق ٤ م ١ ص ٧٨.
(٢) البيان المغرب، ٣/ ٣.
(٣) نفح الطيب، ٣/ ٩٤.
(٤) أعمال الأعلام، ٢/ ٨٤.
(٥) الذخيرة، ق ٤ م ١ ص ٨٢.
(٦) المصدر السابق، ص ٨٢ - ٨٣.
(٧) البيان المغرب، ٣/ ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>