للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نظر أمراء وخلفاء بني أمية إلى أولئك الصقالبة نظرة ود وثقة، فكان أكابرهم يعرفون بالخلفاء (١) أو الفتيان الأكابر (٢)، كما فتحوا المجال أمامهم للوصول إلى مناصب عسكرية عليا في الدولة، فمثلاً كان أفلح صاحب الخيل (٣)، وتولى دري بن عبد الرحمن منصب صاحب الشرطة (٤)، كما كان نجده بن حسين الحيري يتولى أمر العلافة بالجيش (٥)، ثم أصبح قائداً للجيش (٦)، وعندما توفي الخليفة عبد الرحمن الناصر كان لديه منهم بالزهراء ثلاثة آلاف وسبعمائة وخمسين رجلاً (٧).

وقد سار الخليفة المستنصر على سياسة والده في الاستكثار من الصقالبة وتوليتهم المناصب الرفيعة (٨)، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه طالب الناس بالتغاضي عن التجاوزات التي تحدث من الصقالبة محتجاً بأنهم مؤتمنون على من في القصر، وأنه لأجل ذلك لا يمكن معاتبتهم أو معاقبتهم في كل وقت خشية إثارة ما كمن في نفوسهم (٩).


(١) - المقتبس تحقيق: د. محمود مكي، ص ٣٤١.
(٢) - المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص ١١٩.
(٣) - البيان المغرب، ٢/ ١٩١.
(٤) - المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص ٢١٣.
(٥) - المصدر السابق، ص ٣٤٣.
(٦) - نفسه، ص ٤٢٠.
(٧) - أعمال الأعلام، ٢/ ٤٠ - ٤١.
(٨) - البيان المغرب، ٢/ ٢٥٩.
(٩) - المصدر السابق، ٢/ ٢٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>