للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعندما توفي الخليفة الحكم المستنصر كان لصقالبة قصره قوة يحسب حسابها، إذ أن عددهم بلغ أكثر من ألف مجبوب دون من يتبعهم، يتولى رئاستهم فائق صاحب البرد والطراز ويليه في القيادة جؤذر صاحب الصاغة والبيازرة، وقد بلغ من قوة أولئك الصقالبة أنهم كادوا يحولون الخلافة من هشام المؤيد إلى عمه المغيرة بن عبد الرحمن الناصر (١).

وفي عهد الخليفة هشام المؤيد تمكن الحاجب المنصور بن أبي عامر من السيطرة على صقالبة القصر بطرقه الملتوية، (٢) وفي الوقت نفسه تمكن من كسب ود كثير منهم فولى بعضهم قيادة الجيوش (٣) وعلى نهجه سار ابنه عبد الملك المظفر (٤).

ويرى بعض الباحثين أن الأمويين قد اعتمدوا على الصقالبة في الإدارة والجيش من أجل الحد من نفوذ العرب في الحكم بالإضافة إلى إضعاف الجنود العرب والبربر (٥)، ولعل من أنصع الأمثلة على ذلك أن الخليفة عبد الرحمن الناصر جعل مملوكه نجدة بن حسين قائداً عاماً للحملة التي سار بها الخليفة لقتال راميرو الثاني Ramiro ملك ليون Leon فقرر بعض كبار قادة العرب أن يتركوا القائد الصقلبي نجدة ومن معه يواجهون


(١) - نفسه، ٢/ ٢٥٩ - ٢٦٠.
(٢) - نفسه، ٢٦٢ - ٢٦٣.
(٣) - نفسه، ٢/ ٢٨٢.
(٤) - نفسه، ٣/ ١١.
(٥) - الصقالبة في أسبانيا، ص ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>