للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي عصر الخلافة كان الخليفة عبد الرحمن الناصر يقود الجيوش بنفسه، ولا نجد ذكراً لأولاده، ولم يترك القيادة إلا بعد هزيمته في معركة الخندق، وعندما تولى الخلافة الحكم المستنصر خرج على رأس جيش إلى الشمال النصراني سنة (٣٥١) هـ (٩٦٢ م) ففتح عدة حصون وغنم وعاد سالماً (١). وهنا تجدر الإشارة إلى أن الخليفة المستنصر لم يكرر الخروج للغزو مرة أخرى، ويبدو أن خروجه على رأس الجيش عندما تولى الخلافة كان رسماً جرى عليه أمراء وخلفاء بني أمية بالأندلس، إذ يكون الغزو في سبيل الله تعالى أول أعمال من يستلم الحكم منهم.

ونظراً لأهمية منصب قيادة الجيش، ولسعي المنصور بن أبي عامر للسيطرة على الجيش، -بعد وفاة الخليفة الحكم المستنصر بالله-، نجد أن ابن أبي عامر يتحين الفرص لتحقيق مراده، وجاءته الفرصة عندما وصلت الأخبار بأن الملك ردمير الثالث راميرو (٩٦٦ - (٩٨٥) م) (٢) ٣٥٥ - (٣٧٥) هـ ملك ليون، قد أغار على الثغر الأوسط (٣)، ولما لم يبد أحد من الوزراء استعداده لرد المعتدين، سارع ابن أبي عامر إلى الخروج على رأس الجيش، وذلك لثلاث خلون من شهر رجب سنة (٣٦٦) هـ (٢٦ فبراير


(١) - نفسه، ٢/ ٢٣٤.
(٢) - أندلسيات، ٢/ ٥١.
(٣) - تطلق بعض المصادر مسمى الثغر الأدنى على منطقة الثغر الأوسط، وهذا الثغر مواجه لمملكة ليون، وكانت مدينة سالم قاعدة الثغر الأوسط، ثم استبدلت بمدينة طليطلة الواقعة على نهر التاجه. انظر: خليل إبراهيم السامرائي، الثغر الأعلى الأندلسي، ص ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>