(٢) - جمهرة أنساب العرب ص ١٠٠، الحلة السيراء ١/ ٢٠٤ - ٢٠٧. (٣) - ولد هشام يوم الأحد ٨ من شهر جمادى الآخرة سنة ٣٥٤ هـ، أمه تدعى صبح البشكنسيه بويع بالخلافة صبيحة يوم الاثنين الرابع من شهر صفر سنة ٣٦٦ هـ، كان أبيض أشهل، أعين خفيف العارضين لحيته إلى الحمرة، حسن الجسم قصير الساقين، مائل إلى العبادة والانقباض، مغفَّل يصدق تراهات الخبثاء. انظر: ابن الفرضي ١/ ١٥، البيان المغرب ٢/ ٢٤٩، ٢٥٣، أعمال الأعلام ٢/ ٤٨، ٥٨، ذكر بلاد الأندلس ١/ ١٧٣ - ١٧٤. (٤) - البيان المغرب ٢/ ٢٤٩. لقد وقع الخليفة الحكم المستنصر بالله في خطأ ترك أثاره على الأندلس والوجود الإسلامي هناك، فبالرغم من الصفات الحسنة التي اشتهر بها ذلك الخليفة، إلا أنه أسند ولاية العهد من بعده لابنه الذي لم يبلغ الحلم، كل هذا وقوعاً منه تحت تأثير العاطفة وحبه لولده وأم ولده وتحسين بطانته له هذا الفعل الشنيع لأن تلك البطانة السيئة لم تنظر أبداً إلا لمصلحتها هي فقط، ولعل جعفر المصحفي كان له أكبر الأثر في هذا الأمر، فمنذ أن شاع الخبر بأن صبحاً البشكنسية زوجة الخليفة الحكم، حبلى بادر جعفر فألقى قصيدة بين يدي الخليفة يهنئه فيها بهذا الخبر السعيد، وبما أن الخليفة قد عرف عنه كلفه الشديد بالولد لأنه لم يرزق بمولود رغم تقدمه بالسن، لذا فقد استغل المصحفي هذا الأمر، وبادر إلى ترشيح ذلك الجنين بولاية العهد ومن ثم الخلافة، ومما جاء في تلك القصيدة قوله: هنيئاً للأنام وللإمام … كريم يستفيد على كرام مرجى للخلافة وهو … ماء مأمول لآمال عظام وما إن وضعت صبح مولودها، حتى بادر هذا الحاجب الوصولي فارتجل قصيدة بهذه المناسبة بين يدي الخليفة الذي أعياه طول الانتظار لإطلالة هذا المولود على الدنيا ومما جاء في تلك القصيدة: اطلع البدر من حجابه … واطرد السيف من قرابه وجاءنا وارث المعالي … ليثبت الملك في نصابه والمصحفي في قصيدته الثانية يؤكد ما أملاه على سيده في قصيدته الأولى كل هذا بأسلوب نفسي بارع جعل الخليفة يقع تحت تأثيره: انظر: البيان المغرب ٢/ ٢٣٧. الذخيرة، ق ٤ م ١ ص ٥٣. د. عبد السلام الهراس: الأندلس بين الاختبار والاعتبار، محاولة لدراسة ضياع الأندلس وسقوطها من الفتح إلى نهاية العصر الأموي، (من بحوث ندوة الأندلس قرون من التقلبات والعطاءات، المنعقدة في الرياض من ١٥ - ١٩ جمادى الأولى ١٤١٤ هـ، مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض) ص ١١ - ١٢.