للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومهما يكن من ملاحظات على هذا الخبر (١)، إلا أنه يفيد أن بني أمية بقرطبة كانوا مدركين لأهمية التكامل بين القوتين البرية والبحرية، وأنهم كانوا بانتظار الفرصة المناسبة لايجاد التوازن بينهما من خلال إنشاء أسطول بحري يحمية سواحل بلادهم.

وأما ما ذهب إليه بعض المختصين بالدراسات الأندلسية، من أن التقارب بين أمراء قرطبة وأباطرة بيزنطة، واشتراكهم في معاداة العباسيين، قد طمأن بني أمية بأن سواحلهم في مأمن من أي هجوم طارئ (٢)، فهي وجهة نظر لا يمكن الأخذ بها، إذ لم تورد المصادر التاريخية ما يدل على قيام أي من الأمويين أو البيزنطيين بعمل عسكري ضد العباسيين لصالح الطرف الآخر.

وإذا كانت دولة بني أمية بالأندلس قد تأخرت في إنشاء أسطول بحري منظم، فإن ذلك لم يحل دون قيام جماعات بحرية، كان لها حضوراً مميزاً في المجال البحري، أثبتت فيه كفاءتها القتالية، وأصبحت حامية


(١) - ذكر أرسلان في المرجع السابق ص ١٣٩، أن الأمير الداخل قام بهذه الأعمال سنة ٧٩٣ م (١٧٦ - ١٧٧ هـ) وهذا كما يتضح من التاريخ بعد عهد الأمير الداخل.
(٢) - د. السيد عبد العزيز: د. أحمد العبادي: تاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس ٢/ ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>