للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ححربية لعل من أهمها ما وقع سنة (٢٣٤) هـ (٨٤٨ م) عندما توجه الأسطول البحري الأموي المكون من ثلاثمائة سفينة لتأديب أهل جزيرتي ميورقة ومنورقة وفي ذلك يقول ابن حيان عند حديثه عن أحداث هذه السنة "وفيها أغزى الأمير عبد الرحمن أسطولاً من ثلاثمائة مركب إلى أهل جزيرتي ميورقة ومنورقه لنقضهم العهد وإضرارهم بمن يمر إليهم من مراكب المسلمين ففتح الله للمسلمين عليهم وأظفرهم بهم فأصابوا سباياهم وفتحوا أكبر جزائرهم (١) ".

وعندما تولى الإمارة الأمير محمد بن عبد الرحمن سار على نهج والده في ضرورة الاستعداد البحري الدائم فأخذ يقوي أساطيله حتى أنه أنشأ سبعمائة غراب (٢) فأصبحت القطع البحرية تقوم بما يمكن تسميته بوحدات دورية تقوم بمهام خفر السواحل إذ أنها تمسح السواحل المطلة على البحر المتوسط والمحيط إلى سواحل جليقية جيئة وذهاباً ترقباً لوصول أي غزاة.

ولذا عندما قام النورمانديون بهجومهم الثاني على السواحل الأندلسية سنة (٢٤٥) هـ (٨٥٩ م) وجدوا البحر محروساً ومراكب الأمير محمد فيه جارية مابين حائط أفرنجية في الشرق إلى أقصى حائط غليسية في الغرب (٣) وجرت صدامات عسكرية حاول فيها الغزاة تكرار فعلتهم


(١) - المقتبس تحقيق د. محمود مكي ص ٢ - ٣.
(٢) - ابن الكردبوس ص ٥٧. المؤنس ص ٩٩.
(٣) - المقتبس تحقيق د. محمود مكي ص ٣٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>