للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولى، لكنهم لم ينجحوا رغم استشهاد بعض المسلمين بسببهم (١)، فعاد الغزاة أدراجهم من حيث قدموا بعد أن خسروا بعض مراكبهم وعدد من مقاتليهم (٢).

وقد ورد لدى ابن حيان (٣) والعذري (٤) أن مراكب النورمانديين ظهرت في سنة (٢٤٧) هـ (٨٦١ م) قبالة الساحل الأندلسي وبالتحديد بالقرب من الجزيرة الخضراء لكنهم وجدوا السواحل تخضع لحراسة مشددة كما أن أمواج البحر حطمت لهم أربعة عشر مركباً، فآيسوا من غزوتهم هذه ولذا سارعوا بالعودة من حيث أتوا.

وبصفة عامة، فقد اشتدت الرقابة على السواحل الأندلسية بحيث يتم رقع كل خبر عنها صغير أو كبير إلى الأمير محمد بن عبد الرحمن، بل لقد بلغ الأمر بعامل بجانه عمر بن أسود الغساني أن رجاله وجدوا بالقرب من الساحل خشبة فأخذوها، فكتب العامل كتاباً بخبرها وطولها وعرضها ورفعه للأمير محمد، الذي شكر لعامله مدى استقصائه في ضبط ثغره


(١) - انظر نصوص عن الأندلس ص ١١٩ ابن القوطية ص ٦٨. المقتبس تحقيق د. محمود مكي ص ٣٠٨ - ٣٠٩. الروض المعطار، ص ٢٢٣، تاريخ البحرية الإسلامية ٢/ ١٧٠.
(٢) - انظر التفاصيل في المقتبس، تحقيق د. محمود مكي ص ٣٠٩، دولة الإسلام في الأندلس ع ١ ق ١ ص ٢٩٧. غارات النورمانديين على الأندلس ص ٧٢.
(٣) - المقتبس تحقيق: د. محمود مكي ص ٣١١.
(٤) - نصوص عن الأندلس ص ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>