للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما ما ذهب إليه النباهي من أن لقب "قاضي الجماعة" المقصود منه جماعة القضاة (١)، فهو رأي لايمكن التسليم به وبالذات إذا عرفنا أن قاضي الجماعة لا سلطان له على القضاة خارج قرطبة.

وقد ذكر ابن القوطية أن الفقيه عمرو بن عبد الله (٢) هو أول من تسمى بقرطبة بقاضي الجماعة، وهذا القول يوضحه ما جاء بعده، فقد قال ابن القوطية أن عمرو بن عبد الله "لم يكن من الجند فنسب إليهم، وكان القضاة من أجناد العرب (٣) " وبذلك يتضح أن ابن القوطية أراد أن يقول أنه أول قاضٍ للجماعة من غير العرب (٤)، وهذا ما صرح به ابن الفرضي بقوله "وهو أول من استُقضي بقرطبة من الموالي (٥) ".


(١) - النباهي، ص ٢١.
(٢) - أبو عبد الله عمرو بن عبد الله بن ليث، قرطبي يعرف بالقُبْعَة، مولى إحدى بنات الأمير عبد الرحمن الداخل، ولاه الأمير محمد خطتي القضاء والصلاة سنة ٢٥٠ هـ، إلا أنه سرعان ما صرفه عن خطة الصلاة بسبب معارضة العرب له. وكان عمرو بن عبد الله معروفاً بالفضل والعقل والأدب وقوراً حسن السمت مؤثراً للعدل صاحب هيبة شديدة ومروءة ظاهرة، لقب بالقبعه لأنه كان قصيراً دحداحاً إذا قعد يكاد يخف، ولي القضاء مرتين، الأخيرة كانت سنة ٢٦٠ هـ وعزل عنه سنة ٢٦٣ هـ وقد أصيب عمرو في عقله آخر عمره وتوفي سنة ٢٧٣ هـ انظر: قضاة قرطبة، ص ٦٧ - ٧٣، ٨٢ - ٨٣. ابن الفرضي، ترجمة رقم ٩٣٨.
(٣) - ابن القوطية، ٧٣.
(٤) - تاريخ القضاء في الأندلس، ص ١٦٣.
(٥) - ابن الفرضي، ١/ ٣٦٣. وانظر: الخشني قضاة قرطبة، ص ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>