للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكوان (١)، ثم حمله من بعده أبو بكر يحيى بن عبد الرحمن بن وافد اليحصبي (٢).

والملاحظ أن لقب "قاضي القضاة" عرفته الأندلس من المشرق وبالتحديد من الخلافة العباسية التي اقتبسته بدورها من النظم الفارسية الساسانية (٣)، والدولة الأموية في الأندلس لم تسمح بهذا اللقب في حاضرتها إلا بعد أن أخذت تسير سريعة نحو الانحلال.

وكما كان القاضي ابن ذكوان أول من لُقِّب بـ"قاضي القضاة" في الأندلس فكذلك هو أول من اجتمع له منصبي الوزارة والقضاء (٤)، ولقب الوزارة هنا ليس لقباً شرفياً، وإنما للقيام بأعباء الوزارة كاملة إضافة إلى


(١) - ترتيب المدارك، ٧/ ١٧١.
(٢) - أبو بكر يحيى بن عبد الرحمن بن وافد اللخمي، قرطبي كان فقيهاً حافظاً ذاكراً للمسائل بصيراً بالأحكام، مع الورع والفضل والدين والتواضع، ولي القضاء مرتين في عهد الخليفة هشام المؤيد، فحمد الناس سيرته، وكان طيلة مدتي قضائه يؤذن في مسجده ويقيم الصلاة فيه، وصفه ابن حيان بأنه كان آخر كملاء القضاة بالأندلس، وعندما تغلب البرابر على قرطبة نالت ابن وافد منهم محنة شديدة وبلاء عظيم، وحبس بقصر قرطبة إلى أن توفي رحمه الله منتصف شهر ذي الحجة سنة ٤٠٤ هـ. انظر: ترتيب المدارك، ٧/ ١٧٦ - ١٨١. الصلة، ترجمة رقم ١٤٥٧. النباهي، ص ٨٨ - ٨٩.
(٣) - كان يطلق على قاضي القضاة في الدولة الساسانية "موبذان موبذ" وتعريبه: قاضي القضاة، وهو أعلى وظائف الدولة الدينية قدراً ورتبه. انظر: كتاب التاج في أخلاق الملوك، ص ١٥.
(٤) - ترتيب المدارك، ٧/ ١٧٠ - ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>